التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

الإمام أحمد بن عمر ت. 618 هجري
71

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

تصانيف

ومن يؤمن بالله يهد قلبه

[التغابن: 11]، أي: من كان إيمانه بنور الله يهد قلبه إلى الله؛ فيشاهد القلب ما كان الروح يشاهده في عالم الأرواح، وما كانت الذرة تشاهده يوم الميثاق، ويسمع من خطاب الرب ما كانت تسمع، ويتنور بنور تنورت الذرة به، ويتنسم من نفحات ألطاف الحق ما تنسمت؛ فالإيمان الغيبي يصير عينا؛ فيكتب الله تعالى الإيمان بنور غيب الغيب في قلبه، كما قال تعالى:

أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه

[المجادلة: 22]، فيتنور ذلك القلب لإيمان، ويتأيد ذلك الروح ويشاهد أنوار الفضل الإلهي فيشتاق شوق موسى بقوله لأهله:

امكثوا

[طه: 10]، وهو الروح والجسم

إني آنست نارا

[طه: 10]، فيرتقي عن عالم الأرواح ويقول:

لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى * فلمآ أتاها نودي

[طه: 10-11]، من شاطئ وادي الإيمان، وهو حضائر القدس في البقعة المباركة، وهي القلب من الشجرة، وهي السر

صفحة غير معروفة