329

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

تصانيف

لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا

[آل عمران: 116]؛ يعني: من أنوار الله التي حجبوا عنها وشواهد الربوبية، كما قال تعالى:

كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون

[المطففين: 15]، { وأولئك هم وقود النار } [آل عمران: 10]؛ يعني: صفاتهم النفسانية واستيفاء لذاتهم الشهوانية وأفعالهم الجسمانية { وقود النار } [آل عمران: 10]، الفرقة والقطيعة.

واعلم أن النار: نار الله، ونار الجحيم، وأما نار الله: فهي نار القطيعة عن الله، فيها يعذب قلوب المحجوبين عن الله تعالى، كقوله:

نار الله الموقدة * التي تطلع على الأفئدة

[الهمزة: 6-7]، وأما نار الجحيم: فهي نار الشهوات والمعاملات على الغفلات من المخالفات؛ فهي تحرق قشور الجلود كما قال الله:

كلما نضجت جلودهم بدلنهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما

[النساء: 56]، ولا تخلص هذه النار إلى لب القلوب، فإن عذاب حرقة الجلود بالنسبة إلى عذاب فرقة القلوب؛ كنسيم الحياة وسموم الممات، ففي فؤاد الحب نار جوى أحر نار الجحيم أبردها، { كدأب آل فرعون والذين من قبلهم } [آل عمران: 11]؛ يعني: دأب جميع الكفار وواحد من المتقدمين والمتأخرين، فدأب من في عهدك يا محمد { كدأب آل فرعون } [آل عمران: 11]، الذين كانوا في عهد موسى، { والذين من قبلهم } [آل عمران:11]، كانوا في عهد إبراهيم وغيره من الأنبياء عليهم السلام.

ثم أخبروا بهم وقال تعالى: { كذبوا بآياتنا } [آل عمران: 11]؛ يعني: كل قوم من هؤلاء لما ستروا روحانيتهم بأستار ظلمات نفسانيتهم

صفحة غير معروفة