174

التوحيد لابن منده

محقق

علي بن محمد بن ناصر الفقيهي

الناشر

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وصَوّرتْها مكتبة العلوم والحكم

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٥ - ١٤١٣ هـ

مكان النشر

المدينة المنورة

٥٣ - وَمِنْ أَسْمَاءِ الله ﷿: الخَالِقُ، البَارِئُ، المُصَوِّرُ: المصور قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ: مَعْنَى البَارِئِ، هُوَ الخَالِقُ الَّذِي خَلَقَ النُّفُوسَ فِي الأَرْحَامِ وَصَوَّرَهَا كَمَا شَاءَ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ، وَالذَّارِئُ مِثْلُهُ، الَّذِي ذَرَأَ الخَلْقَ وَبَرَأَهُمْ مِنْ أُمَّهَاتِهِمْ، وَالخَالِقُ هُوَ المُقَدِّرُ الفَاعِلُ الصَّانِعُ، وَهُوَ البَارِئُ المُصَوِّرُ، فَهَذِهِ صِفَةُ قُدْرَتِهِ. وَالخَلْقُ مِنْهُ عَلَى ضُرُوبٍ: مِنْهُ خَلَقَ بِيَدِهِ، وَيَخْلُقُ إِذَا شَاءَ فَقَالَ: ﴿لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾ وَمِنْهُ مَا خَلَقَ بِمَشِيئَتِهِ وَكَلَامِهِ وَيَخْلُقُ إِذَا شَاءَ، وَلَمْ يَزَلْ مَوْصُوفًا بِالخَالِقِ البَارِئِ المُصَوِّرِ قَبْلَ الخَلْقِ، بِمَعْنَى أَنَّهُ يَخْلُقُ وَيُصَوِّرُ، وَكَانَ مِنْ دُعَاءِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ﵁: يَا بَارِئَ المَسْمُوكَاتِ وَجَبَّارَ القُلُوبِ عَلَى فِطْرَتِهَا شَقِيِّهَا وَسَعِيدِهَا.

2 / 76