كتاب التوحيد
محقق
عبد العزيز بن إبراهيم الشهوان
الناشر
مكتبة الرشد-السعودية
رقم الإصدار
الخامسة
سنة النشر
١٤١٤هـ - ١٩٩٤م
مكان النشر
الرياض
٥٠ - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ إِيَاسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ مَنْصُورٍ، قَالَ: ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ الْإِيَادِيُّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «بَيْنَا أَنَا جَالِسٌ إِذْ جَاءَ جِبْرِيلُ فَوَكَزَ بَيْنَ كَتِفَيَّ، فَقُمْتُ إِلَى شَجَرَةٍ مِثْلِ وَكْرَيِ الطَّيْرِ، فَقَعَدَ فِي إِحْدَاهُمَا، وَقَعَدْتُ فِي الْأُخْرَى فَسَمَتْ، فَارْتَفَعَتْ حَتَّى سَدَّتِ الْخَافِقَيْنِ وَأَنَا أُقَلِّبُ بَصَرِي، وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَمَسَّ السَّمَاءَ لَمَسِسْتُ، فَنَظَرْتُ إِلَى جِبْرِيلَ، كَأَنَّهُ جَلِسٌ لَاطِئٌ، فَعَرَفْتُ فَضْلَ عِلْمِهِ بِاللَّهِ عَلَيَّ، وَفَتَحَ لِي بَابَيْنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، وَرَأَيْتُ النُّورَ الْأَعْظَمَ، وَإِذَا دُونَ الْحِجَابِ رَفْرَفَ الدُّرُّ وَالْيَاقُوتُ، فَأَوْحَى إِلَى مَا شَاءَ أَنْ يُوحِيَ» ⦗٥٢١⦘ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَأَمَّا قَوْلُهُ: جَلَّ وَعَلَا: ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى﴾ [النجم: ٩]، فَفِي خَبَرِ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، بَيَانُ وَوُضُوحُ أَنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ ﴿دَنَا فَتَدَلَّى﴾ [النجم: ٨] إِنَّمَا دَنَا الْجَبَّارُ رَبُّ الْعِزَّةِ، لَا جِبْرِيلُ
2 / 520