70

ولم يكن المشار إليه [حينئذ](1) إلا ثلاثة (أنفار)(2): السيد الناصر بن أحمد [بن محمد](3)، والسيد علي بن أبي الفضائل، ومولانا المهدي -عليه السلام- فاجتمع العلماء إلى مسجد جمال الدين في صنعاء وتذاكروا في ذلك، وقالوا للثلاثة: ما يكمل لهذا الأمر إلا أنتم فاختاروا أحدكم، وكان الإمام المهدي أصغرهم سنا فاعتذر بذلك، وقال السيد علي بن أبي الفضائل: وهو أكبرهم سنا أما أنا فمبتلى بالشك في الطهارة والصلاة فلا أفرغ لهذا الأمر، وقال السيد الناصر: وأنا عندي أني قاصر عن هذه المرتبة، فقال القاضي سليمان بن إبراهيم النحوي: من كملت بصيرته فهو غير معذور عند الله، وأنا مورد (عليكم سؤالان)(4) أختبر بهما الأوقع بصيرة، فأورد سؤالات وأجابوا عليها، فكان جواب الإمام المهدي هو الأوقع والأصح فأجمع رأيهم أنه غير معذور، وقالوا له -عليه السلام-: من أدرك غوامض المسائل ودقائقها لا يعجزه تدبير أمور الدنيا، وقالوا له: ونحن حولك للمشاورة فيما قد جربناه.

صفحة ٦٨