التطفيل وحكايات الطفيليين وأخبارهم ونوادر كلامهم وأشعارهم

الخطيب البغدادي ت. 463 هجري
90

التطفيل وحكايات الطفيليين وأخبارهم ونوادر كلامهم وأشعارهم

الناشر

دار ابن حزم

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٠هـ - ١٩٩٩ م

مكان النشر

الجفان والجابي للطباعة والنشر

الطعام شَيْئًا فترفع يدك عَنْهُ وتقول: لعلي أصادف مَا هُوَ أطيب منه. قَالَ: زدني؛ قَالَ: إِذَا وجدت خبزًا فِيهِ قلة، فَكُل الحروف، فَإِذَا كَانَ كثيرًا، فَكُل الأوساط، ولا تكثر شرب الماء وأنت تأكل، فَإِنَّهُ يمنعك من الأكل، وَهَذَا عين الحماقة. قَالَ: زدني؛ قَالَ: إِذَا وجدت الطعام فَكُل منه أكل من لم يره قط، وتود منه زاد م لا يراه أبدًا. قَالَ: زدني؛ قَالَ: إِذَا وجدت الطعام فاجعله زادك إِلَى اللَّه، ولا تأكل الكرمازك مطويا فَإِنَّهُ يعذبك؛ كُلهُ مشوشًا حَتَّى تقع عَلَيْهِ الأضراس، وَهُوَ أخف فِي المضغ؛ وإذا دخلت إِلَى عرس كثير الزحام فمر وانه، وإن كَانَ البواب غليظًا وقاحًا فمره وانهه من غَيْر أَن تعنف عَلَيْهِ، ويكون كلامًا بَيْنَ النصيحة والإدلال، فإني دخلت يومًا إِلَى بَعْض الولائم وعنده بغيض- يَعْنِي: الخباز- وكنت عَلَيْهِ واجدًا من شَيْء فعله، فجئت وَقَدْ عمل بزماوردا ليضعه وسط المائدة عِنْدَ الفراغ من

1 / 132