فهذه أربعون حديثا متضمنة للصبر على البلاء، والشكر على النعماء، والرضا بالقضاء، في السراء والضراء، مشتملة على أوصاف أرباب البلاء، وأصحاب الولاء من الأنبياء والأولياء.
فإن قلت:
فإذا كان هذا كله ثواب الابتلاء، فكيف استعاذ النبي ﷺ من أنواع الداء، فيما ورد عنه ﷺ من أصناف الدعاء؟.
حيث قال ﵊: "اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري" ١
_________
١ الحديث ورد من طريق أبي بكرة ﵁. رواه البخاري في الأدب المفرد ٢/١٥٩، رقم (٧٠١)، وأحمد ٥/٤٢، وابن السني ٣٥، رقم (٦٩)، وأبو داود في كتاب الأدب ٥/٣٢٥، ر. قم (٥٠٩٠)، والنسائي في الكبرى ٦/٩-١٠ رقم (٩٨٥٠)، وقال: جعفر بن ميمون ليس بالقوى في الحديث.
وأورده السيوطي في الجامع ١/٥٩، ورمز له بالصحة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع ١٧٢ رقم (١٢١٠) .
قال الإمام الخطابي في كتابه: شأن الدعاء: ١٢٧ بعد أن ساق الحديث: قد تكون العافية في السمع والبصر، بأن يسلما من الآفات كالصمم، والعمى، والرمد، والأوجاع، وتكون بمعنى السلامة مما يسوء السامع له والناظر إليه، وقد تكون بمعنى العصمة من المآثم، فلا ينظر بعينه إلى محظور، ولا يصغي بأذنه إلى مكروه.
1 / 52