كأنّ عينيه إذا ما أنورا ... فصانِ قيضا من عقيقٍ أحمرا
في هامةٍ علياءَ تهدى منسرا ... كعطفةٍ الجيمِ بكفٍّ أعسرا
يقولُ منْ فيها بعقلٍ فكرا ... لو زادها عينًا إلى فاءٍ ورا
واتصلتْ بالجيم كان جعفرا
وقال ابن المعتز
ونذعرُ الصيدَ ببازٍ أقمرِ ... كأنهُ في جوشنٍ مزرر
وجوجؤٍ منمنمٍ محبرِ ... كأنَّه رقٌّ خفيُّ الأسطرِ
وقال أيضًا
غدوتُ في ثوبٍ من الليلِ خلقْ ... بطارِحِ النظرةِ في كلِّ أفقْ
ومقلةٍ تصدقهُ إذا رمقْ ... كأنها نرجسةٌ بلا ورقْ
مباركٍ إذا رأى فقد رزقْ
وقال أبو نواس
ألبسهُ التكريرُ من حوكهِ ... وشيًا على الجؤجؤِ موضونا
له حرابٌ فوقَ قفازهِ ... يجمعنَ تنييفًا وتسنينا
كلُّ سنانٍ عجَّ منْ متنهِ ... تخالُ محنَى عطفهِ نونا
ومنسرٌ أكلفُ فيه شغًا ... كأنه عقدُ ثمانينا
ومقلةٌ أشربَ آماقها ... تبرًا يروقُ الصيرفيينا
الموضون المصفوف بعضه إلى بعض: ووضنت الخوص صففتهُ: وتنييفًا تعليةً ونيفَ على المائة زاد عليها: والشغا إشراف المنقار الأعلى على الأسفل ومنه قيل للعقاب شغواءُ: وقال أيضًا
يصقلُ حملاقًا شديدَ الطحرِ ... كأنه مكتحلٌ بتبرِ
في هامةٍ لمتْ كلمِّ الفهرِ ... وجؤجؤْ كالحجرِ القهقرِ
يقال عين طحراء إذا أخرجت القذى والملموم المستوى التدوير والقهقرُّ الصلب من الحجارة وقال آخر في صفة عقعقٍ المتقارب
إذا باركَ اللهُ في طائرٍ ... فلا باركَ اللهُ في العقعقِ
يقلبُ عينينِ في وجههِ ... كأنهما قطرتا زئبقِ
طويلُ الذنابَى قصيرُ الجناحِ ... متى ما يجدْ غفلةً يسرقِ
وقال آخر في صفة ناقة
كأنما عينُها من طولِ ما جشمتْ ... حرَّ الهواجر زيتٌ في قواريرِ
وقال الشمردل اليربوعي في صقرٍ
كأنَّ عينيهِ إذا جلاهما ... ياقوتتانِ رابحٌ شراهما
وقال ابن المعز في صفة بازٍ
قدْ أغتدي في نفسِ الصباحِ ... بقرمٍ للصيدِ ذي ارتياحِ
معلقِ الألحاظِ بالأشباحِ ... يركضُ في الهواءِ بالجناحِ
قمشَ ريشًا حسنَ الأوضاحِ ... عليهِ منه كحبابِ الراحِ
ذو جلجلٍ كالصرصرِ الصياحِ
وله أيضًا
وفيتانٍ غدوا والليلُ داجٍ ... وضوءِ الصبحِ متهمُ الطلوعِ
كأنَّ بزاتهمْ أمراءُ جيشٍ ... على أكتافهم صدأُ الدروعِ
وقال في الزرق
وزرقٍ ريانَ من شبابهِ ... كأنَّ سلخَ الأيمِ من أثوابهِ
قال الشمردل في الصقر
قد أغتدي والليلُ في جلبابهِ ... بتوجي صادَ في شبابهِ
فانقضَّ كالجلمودِ إذْ علا بهِ ... كأنما بالحقِ من خضابهِ
عصفرةُ الصباغِ أو قصابهِ ... أو عترة المسكِ الذي يطلى بهِ
وقال ابن المعتز
وأجدلٍ يفهمُ نطقَ الناطقِ ... ململمِ الهامةِ فخمِ العاتقِ
أقنى المخاليبِ طلوبٍ مارقِ ... كأنَّها نوناتُ كفِّ الماشِقِ
ذي جؤجؤٍ لابسِ وشيٍ رائقِ ... كمبتدا اللاماتِ في المهارقِ
أو كامتدادِ الكحلِ في الحمالقِ ... ونجمتْ للحظِ عينِ الرامقِ
عشرٌ من الإوزِ في غلافقِ ... فمرَّ كالريح بعزمٍ صادقِ
حتى دنا منه دنوَّ السارقِ ... ثم علاها بجناحٍ خافقِ
فطفقتْ من هالكٍ أو زاهقِ
وله أيضًا
وأجدلٍ لم يخلُ من تأديبِ ... يرى بعيدَ الشيءِ كالقريبِ
يهوِي هويَّ الدلوِ في القليبِ ... بناظرٍ مستعجمٍ مقلوبِ
كناظرِ الأقبلِ ذي التقطيبِ ... رأَى إوزًا في ثرًى رطيبِ
فكان كالمستوهلِ المرعوبِ ... ينفذُ في الشمالِ والجنوبِ
وقال عبد الصمد بن المعذل في الفهد
كأنها والخزرُ في أحداقِها ... والخططُ السودُ على أشداقِها
تركٌ جرى الإثمدُ من آماقِها
وقال آخر فيه
وليس للطرادِ إلا فهدُ ... كأنَّما ألقتْ عليه الكردُ
من خلقها أو ولدتْها الأسدُ
وقال ابن المعتز في الفهد المتقارب
ولا صيدَ إلا بوثابةٍ ... تسيرُ على أربعٍ كالعذبْ
تضمُّ الطريدَ إلى نحرها ... كضمِّ المحبةِ منْ لا تحبْ
1 / 11