بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَبِهِ نَسْتَعِينُ
أَمْلَى عَلَيْنَا الشَّيْخُ الْفَقِيهُ، الإِمَامُ الْعَالِمُ الْعَامِلُ، الْحَافِظُ الضَّابِطُ الْمُتْقِنُ، بَقِيَّةُ السَّلَفِ، شَرَفُ الدِّينِ، عُمْدَةُ الْمُحَدِّثِينَ فَسَحَ اللَّهُ فِي مُدَّتِهِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ خَلَفِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الدِّمْيَاطِيُّ بِالْمَدْرَسَةِ الظَّاهِرِيَّةِ بِالْقَاهِرَةِ الْمَحْرُوسَةِ، فِي الرَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ أَحْمَدُهُ وَأَسْتَعِينُهُ وَأُومِنُ بِهِ وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
وَبَعْدُ ...
لَقَدْ أَوْدَعْتُ فِي هَذَا الْكِتَابِ فَضْلَ مَنْ أُصِيبَ بِوَلَدِهِ وَحَامَّتِهِ، بِفَقْدٍ وَذِهَابٍ، فَوُجِدَ مِنْهُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى صَبْرٌ وَاحْتِسَابً، وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ مِنَ الْكَرَامَةِ وَالثَّوَابِ، مِنْ رِوَايَةِ جَمَاعَةٍ مِنَ النُّجُومِ الأَصْحَابِ، وَقَدَّمْتُ مَا وَرَدَ مِنَ الصَّحِيحِ فِي هَذَا الْبَابِ بَعْدَ ذِكْرِ آيَاتٍ فِي الصَّبْرِ الْمُفْضِي إِلَى حُسْنِ مَآبٍ، وَسَمَّيْتُهُ بـ «التَّسَلِّي وَالاغْتِبَاطِ بِثَوَابِ مَنْ تَقَدَّمَ مِنَ الأَفْرَاطِ» .
وَاللَّهَ أَسْأَلُ أَنْ يَنْفَعَ بِهِ، وَيَجْعَلَهُ خَالِصًا لِوَجْهِهِ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ.
1 / 23
بِشَارَاتُ الصَّابِرِينَ فِي الْقُرْآنِ
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴿١٥٥﴾ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴿١٥٦﴾ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴿١٥٧﴾﴾ [البقرة: ١٥٥-١٥٧] فَقَوْلُهُ: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ خِطَابٌ لِلْمُسْلِمِينَ، وَالْوَاوُ فِيهَا مَفْتُوحَةٌ لالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ عِنْدَ غَيْرِ سِيبَوَيْهِ، وَعِنْدَهُ مَبْنِيَّةٌ، وَمَعْنَى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ: وَلَنُصِيبُكُمْ بِذَلِكَ إِصَابَةً تُشْبِهُ فِعْلَ الْمُخْتَبِرِ لأَحْوَالِكُمْ، هَلْ تَصْبِرُونَ وَتَثْبُتُونَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنَ الطَّاعَةِ وَالتَّسْلِيمِ لأَمْرِ اللَّهِ وَحُكْمِهِ أَمْ لا؟ بِشَيْءٍ بِقَلِيلٍ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْبَلايَا، وَطَرَفٍ مِنْهُ، وَإِنَّمَا قَالَ فِي قَوْلِهِ: بِشَيْءٍ لِيُؤْذِنَ أَنَّ كُلَّ بَلاءٍ أَصَابَ الإِنْسَانَ وَإِنْ جَلَّ، فَفَوْقَهُ مَا يَقِلُّ عَنْهُ، وَلِيُخَفِّفَ عَنْهُمْ، وَيُرِيَهُمْ أَنَّ رَحْمَتَهُ مَعَهُمْ فِي كُلِّ حَالٍ لا تُزَايِلُهُمْ، وَإِنَّمَا وَعَدَهُمْ بِذَلِكَ قَبْلَ كَوْنِهِ، لِيُوَطِّنُوا عَلَيْهِ نُفُوسَهُمْ.
1 / 24
وَنَقْصٍ عَطْفٌ عَلَى «شَيْءٍ»، أَوْ عَلَى الْخَوْفِ، بِمَعْنَى: وَشَيْءٍ مِنْ نَقْصِ الأَمْوَالِ.
وَحَكَى الزَّمَخْشَرِيُّ عَنِ الشَّافِعِيِّ ﵁ أَنَّ الْخَوْفَ: خَوْفُ اللَّهِ، وَالْجُوعُ: صِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَالنَّقْصُ مِنَ الأَمْوَالِ: الزَّكَاةُ، وَالصَّدَقَاتُ، وَمِنَ الأَنْفُسِ: الأَمْرَاضُ، وَمِنَ الثَّمَرَاتِ: مَوْتُ الأَوْلادِ، كَمَا وَرَدَ فِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَى ﵁: «يَقُولُ اللَّهُ لِمَلائِكَتِهِ قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي، قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ» .
وَسَيَرِدُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
وَقِيلَ: الْخَوْفُ مِنَ الأَعْدَاءِ فِي الْحُرُوبِ، وَالْجُوعُ، وَالْجَدْبُ، وَالشِّدَّةُ، وَالسّنةُ.
أَمَّا الْحَاجَةُ إِلَى الأَكْلِ فَإِنَّمَا اسْمُهَا: الْغَرَثُ، وَقَدِ اسْتَعْمَلَ فِيهَا الْمُحَدِّثُونَ الْجُوعَ اتِّسَاعًا، وَنَقْصُ الأَمْوَالِ: بِالْجَوَائِحِ، وَالْمَصَائِبِ، وَالأَنْفُسِ: بِالْمَوْتِ، وَالْقَتْلِ.
وَالثَّمَرَاتِ: بِالْعَاهَاتِ، وَنَزْعِ الْبَرَكَةِ.
وَقِيلَ: إِنَّمَا الْمُرَادُ فِي هَذِهِ الآيَةِ: مُؤَنُ الْجِهَادِ وَكُلَفِهِ، فَالْخَوْفُ مِنَ الْعَدُوِّ، وَالْجُوعُ بِهِ، وَبِالأَسْفَارِ إِلَيْهِ، وَنَقْصُ الأَمْوَالِ: بِالنَّفَقَاتِ، وَالأَنْفُسِ: بِالْقَتْلِ، وَالثَّمَرَاتِ: بِإِصَابَةِ الْعَدُوِّ لَهَا، أَوْ بِالْغَفْلَةِ عَنْهَا، بِسَبَبِ الْجِهَادِ.
ثُمَّ وَصَفَ الصَّابِريَن الَّذِينَ بَشَّرَهُمْ بِقَوْلِهِ: ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ
1 / 25
مُصِيبَةٌ﴾ [البقرة: ١٥٦] الآية.
وَجَعَلَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ مَلْجَأً لِذَوِي الْمَصَائِبِ، لِمَا جَمَعَتْ مِنَ الْمَعَانِي الْمُبَارَكَةِ، وَهِيَ: تَوْحِيدُ اللَّهِ، وَالإِقْرَارُ لَهُ بِالْعُبُودِيَّةِ، وَالْبَعْثُ مِنَ الْقُبُورِ، وَالْيَقِينُ بِأَنَّ رُجُوعَ الأَمْرِ كُلِّهِ إِلَيْهِ كَمَا هُوَ لَهُ، وَهَذَا الابْتِلاءُ لِلزِّيَادَةِ فِي ثَوَابِهِمْ.
قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: لَمْ يُعْطَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ نَبِيٌّ قَبْلَ نَبِيِّنَا، وَلَوْ عَرَفَهَا يَعْقُوبُ لَمَا قَالَ: ﴿يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٨٤] .
وَالْخِطَابُ لِلنَّبِيِّ ﷺ، وَلِكُلِّ مَنْ تَأْتِي مِنْهُ الْبِشَارَةُ، أَيْ: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الْمُسْتَرْجِعِينَ عِنْدَ الْبَلاءِ، لأَنَّ الاسْتِرْجَاعَ تَسْلِيمٌ، وَإِذْعَانٌ.
ـ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: «مَنِ اسْتَرْجَعَ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ جَبَرَ اللَّهُ مُصِيبَتَهُ، وَأَحْسَنَ عُقْبَاهُ، وَجَعَلَ لَهُ خَلَفًا صَالِحًا يَرْضَاهُ» .
ـ وَرُوِيَ أَنَّ مِصْبَاحَ النَّبِيِّ ﷺ انْطَفَأَ، فَقَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ» .
فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَمُصِيبَةٌ هِيَ؟ قَالَ: «نَعَمْ كُلُّ شَيْءٍ
1 / 26
يُؤْذِي الْمُؤْمِنَ فَهُوَ مُصِيبَةٌ» .
وَقَوْلُهُ: ﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ﴾ [البقرة: ١٥٧] نِعَمٌ مِنَ اللَّهِ عَلَى الْمُسْتَرْجِعِينَ، الصَّابِرِينَ، وَصَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى عَبْدِهِ: عَفْوُهُ، وَرَحْمَتُهُ، وَتَزْكِيَتُهُ وَتَشْرِيفُهُ إِيَّاهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
وَكَرَّرَ الرَّحْمَةَ لَمَّا اخْتَلَفَ اللَّفْظُ تَأْكِيدًا، وَهِيَ مِنْ أَعْظَمِ جَزَاءِ الصَّلاةِ مِنْهُ تَعَالَى.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: الصَّلاةُ: الْحُنُوُّ، وَالتَّعَطُّفُ، فَوُضِعَتْ مَوْضِعَ الرَّأْفَةِ، وَجُمِعَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الرَّحْمَةِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿رَأْفَةً وَرَحْمَةً﴾ [الحديد: ٢٧]، و﴿رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة: ١١٧] وَالْمَعْنَى: عَلَيْهِمْ رَأْفَةٌ بَعْدَ رَأْفَةٍ، وَرَحْمَةٌ أَيُّ رَحْمَةٍ.
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ لِطَرِيقِ الصَّوَابِ حَيْثُ اسْتَرْجَعُوا؛ وَسَلَّمُوا لأَمْرِ اللَّهِ.
وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ﵁ حِينَ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: «نِعْمَ الْعَدْلانِ، وَنِعْمَ الْعُلاوَةُ» أَرَادَ بِالْعَدْلَيْنِ: الصَّلاةَ وَالرَّحْمَةَ، وَبِالْعُلاوَةِ: الاهْتِدَاءَ.
1 / 27
حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَخْرٍ، وَقِيلَ: عُمَيْرُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ ذِي الشَّرَى الأَزْدِيِّ الدَّوْسِيِّ السُّلَمِيِّ، مِنْ وَلَدِ سُلَيْمِ بْنِ فَهْمِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دَوْسٍ.
وَذُو الشَّرَى: صَنَمٌ كَانَ لِدَوْسٍ.
فَضْلُ مَنْ مَاتَ لَهُ ثَلاثَةُ أَوْلادٍ
٣ - أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَبُو الْحَجَّاجِ يُوسُفُ بْنُ خَلِيلٍ الدِّمَشْقِيُّ، ﵀ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِحَلَبَ عَوْدًا عَلَى بَدْءٍ قَالَ: أنبأ أَبُو الْحَسَنِ مَسْعُودُ بْنُ أَبِي الْمَنْصُورِ الْجَمَّالُ، أنبا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْحَدَّادُ، أنبا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ (ح) .
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وثنا فَارُوقٌ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ، وَالزِّيَادِيُّ.
قَالَ: وثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي.
قَالَ: وثنا أَبُو عُمَيْرٍ، وَابْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَأَبُو الرَّبِيعِ قَالُوا: ثنا سُفْيَانُ.
قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُ مِنْ فِي ابْنِ شِهَابٍ قَالَ:
1 / 28
أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا يَمُوتُ لِمُسْلِمٍ ثَلاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ فَيَلِجُ النَّارَ إِلا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ» .
لَفْظُ الْحُمَيْدِيِّ.
وَقَالَ الْقَعْنَبِيُّ رِوَايَةَ: «لا يَمُوتَنَّ» .
وَقَالَ أَحْمَدُ: يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ ﷺ.
رَوَاهُ الإِمَامُ الْبُخَارِيُّ فِي الْجَنَائِزِ، عَنْ عَلِيٍّ - هُوَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ ـ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي آخِرِ كِتَابِ الْبِرِّ وَالصِّلَةِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَالنَّاقِدِ، وَزُهَيْرٍ، وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ أَرْبَعَتُهُمْ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، وَرَوَاهُ رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَزَادَ فِيهِ بَعْدَ قَوْلِهِ: «إِلا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ» ثُمَّ قَرَأَ ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا﴾ [مريم: ٧١] .
1 / 29
وَرَوَاهُ يَاسِينُ بْنُ مُعَاذٍ الزَّيَّاتُ الْكُوفِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَفِيهِ: ثُمَّ قَرَأَ ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا﴾ [مريم: ٧١] .
وَزَادَ فِيهِ أَيْضًا: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: صَبَرَ أَوْ لَمْ يَصْبِرْ، احْتَسَبَ أَوْ لَمْ يَحْتَسِبْ.
1 / 30
مَعْنَى الْوُرُودِ عَلَى النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَمَعْنَى الآيَةِ: وَاللَّهِ «إِنْ مِنْكُمْ» أَيْ: مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلا وَارِدُهَا يَعْنِي: النَّارَ، فَأَضْمَرَ الْقَسَمَ، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي مَعْنَى الْوُرُودِ هَهُنَا، أَهُوَ الدُّخُولُ، أَمَّا الْحُضُورُ وَالْمُرُورُ؟
٧ - بِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلادٍ وَغَيْرُهُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ (ح) .
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وثنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحْرِزُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّه ﷺ قَالَ: «لا يَمُوتُ لأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ثَلاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ، فَتَمَسُّهُ النَّارُ إِلا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ» رَوَاهُ أَبُو قُرَّةَ مُوسَى بْنُ طَارِقٍ فِي سُنَنِهِ عَنْ مَالِكٍ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَن يَحْيَى بْن يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ مَالِكٍ، وَعَنِ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ مَعْنٍ، عَنْ مَالِكٍ، وَقَالَ: وَفِي الْبَابِ عَنْ عُمَرَ، وَمُعَاذٍ، وَكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَعُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ، وَأُمِّ سُلَيْمٍ، وَجَابِرٍ، وَأَنَسٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي ثَعْلَبَةَ الأَشْجَعِيِّ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَقُرَّةَ بْنِ إِيَاسٍ الْمُزَنِيِّ ﵃ أَجْمَعِينَ.
1 / 31
الْبَلاءُ يَمْحُو الْخَطَايَا عَنِ الْمُؤْمِنِ
وَذَكَرَ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ أَبِي الْحُبَابِ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّه ﷺ قَالَ: «مَا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ يُصَابُ فِي وَلَدِهِ وَحَامَّتِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَلَيْسَتْ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ» .
١٠ - وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنبا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ (ح) .
وَثنا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا فَيَّاضُ بْنُ زُهَيْرٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: «مَنْ مَاتَ لَهُ ثَلاثَةٌ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ إِلا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ» لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ، رَوَاهُ
1 / 32
مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ.
-١٠ - ١٢ - وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ (ح) .
قَالَ: وثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو الْحُصَيْنِ الْوَادِعِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالا: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ نِسْوَةً مِنَ الأَنْصَارِ قُلْنَ لِرَسُولِ اللَّه ﷺ: يَا رَسُولَ اللَّه ﷺ أنا لا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَأْتِيَكَ، قَالَ: فَقَالَ لَهُنَّ رَسُولُ اللَّه ﷺ: «مَوْعِدُكُنَّ بَيْتُ فُلانَةٍ»، فَجَاءَ فَتَحَدَّثَ مَعَهُنَّ، ثُمَّ قَالَ: «لا يَمُوتُ لإِحْدَاكُنَّ ثَلاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ، فَتَحْتَسِبُهُمْ إِلا دَخَلَتِ الْجَنَّةَ» .
فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: أَوِ اثْنَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَوِ اثْنَانِ» .
رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَلَمْ يَذْكُرْ قُتَيْبَةُ قِصَّةَ ذِكْرِ النِّسْوَةِ، وَالْمَوْضِعَ، إِنَّمَا اقْتَصَرَ عَلَى قَوْلِهِ «لا يَمُوتُ لإِحْدَاكُنَّ» إِلَى آخِرِهِ.
وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْعِلْمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سُهَيْلٍ.
1 / 33
١٤ - وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّه أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أنبا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، ثنا التَّمِيمِيُّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ أَبِي حَسَّانٍ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي هُرَيْرَةَ تُوُفِّيَ لِي ابْنَانِ فَحَدِّثْنِي شَيْئًا قَالَ: سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّه ﷺ حَدِيثًا تَطِيبُ بِهِ أَنْفُسُنَا عَنْ مَوْتَانَا قَالَ: «صِغَارُهُمْ دَعَامِيصُ الْجَنَّةِ، يَتَلَقَّى أَحَدُهُمْ أَبَاهُ، فَيَأْخُذُ بِصَنِفَةِ ثَوْبِهِ، كَمَا آخُذُ أنا بِصَنِفَةِ ثَوْبِكَ هَذَا، فَلا يُفَارِقُهُ حَتَّى يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ» .
رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ سُوَيْدٍ ومُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى عَنِ الْمُعْتَمِرِ عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ.
وَالدُّعْمُوصُ: دُوَيْبَةٌ تَكُونُ فِي الْمَاءِ، وَصَنِفَةُ الثَّوْبِ: طَرْفُهُ، وَنَاحِيَتُهُ.
١٥ - وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.
قَالَ: وثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: ثنا حَفْصٌ، عَنْ طَلْقِ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ.
1 / 34
وثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: سَمِعْتُ طَلْقَ بْنَ مُعَاوِيَةَ قَالَ.
وثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ طَلْقِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَتَتِ امْرَأَةٌ بِصَبِيٍّ لَهَا النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ لَهُ، فَلَقَدْ دَفَنْتُ ثَلاثَةً.
قَالَ: «دَفَنْتِ ثَلاثَةً»؟ .
فَقَالَتْ: نَعَمْ، فَقَالَ: «لَقَدِ احْتَظَرْتِ بِحِظَارٍ شَدِيدٍ مِنَ النَّارِ» .
رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَابْنِ نُمَيْرٍ وَأَبِي سَعِيدٍ الأَشَجِّ كُلِّهِمْ عَنْ حَفْصٍ عَنْ طَلْقٍ، وَعَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ غِيَاثِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ طَلْقٍ.
١٩ - وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، أنا أَبُو يَعْلَى، ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ طَلْقٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ بِابْنٍ لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ يَشْتَكِي، وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْهِ، وَقَدْ دَفَنْتُ ثَلاثَةً، فَقَالَ: «قَدِ احْتَظَرْتِ بِحِظَارٍ شَدِيدٍ مِنَ النَّارِ» .
رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ وَقُتَيْبَةُ عَنْ جَرِيرٍ.
1 / 35
فَضْلُ مَنْ مَاتَ لَهُ سِقْطٌ
٢٠ - وَكَتَبَ إِلَيْنَا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ: أنا أَبُو زُرْعَةَ طَاهِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَقْدِسِيُّ، أنا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمُقَوِّمِيُّ إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا، قَالَ: أنبا أَبُو طَلْحَةَ بْنُ الْمُنْذِرِ الْخَطِيبُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَطَّانُ، أنبا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَاجَهِ الْقَزْوِينِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ النَّوْفَلِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: «لَسِقْطٌ أُقَدِّمُهُ بَيْنَ يَدَيَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ فَارِسٍ أُخَلِّفُهُ خَلْفِي» .
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي سُنَنِهِ مُنْفَرِدًا بِهِ.
1 / 36
حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ الأَنْصَارِيِّ الْخُدْرِيِّ مِنْ وَلَدِ خُدْرَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ﵁.
٢١ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَجَّاجِ الْحَافِظُ ﵀، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ الْجَمَّالُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو كَامِلٍ الْفُضَيْلُ بْنُ حُسَيْنٍ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، وثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو الْحُصَيْنِ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا شَرِيكٌ وَأَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّه ﷺ، فَقَالَتْ: " يَا رَسُولَ اللَّه، ذَهَبَ الرِّجَالُ بِحَدِيثِكَ، فَاجْعَلْ لَنَا مِنْ نَفْسِكَ يَوْمًا نَأْتِيكَ فِيهِ، تُعَلِّمُنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ، قَالَ: «اجْتَمِعْنَ يَوْمَ كَذَا فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا» فَاجْتَمَعْنَ، فَأَتَاهُنَّ رَسُولُ اللَّه ﷺ فَعَلَّمَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ، ثُمَّ قَالَ: «مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تُقَدِّمُ بَيْنَ يَدَيْهَا مِنْ وَلَدِهَا ثَلاثَةً إِلا كَانُوا لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّارِ» .
فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاثْنَيْنِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: «وَاثْنَيْنِ، وَاثْنَيْنِ، وَاثْنَيْنِ» لَفْظُ أَبِي كَامِلٍ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الاعْتِصَامِ عَنْ مُسَدَّدٍ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي آخِرِ
1 / 37
الْبِرِّ وَالصِّلَةِ عَنْ أَبِي كَامِلٍ كِلاهُمَا عَنْ أَبِي عَوَانَةَ.
وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ.
فَضْلُ مَنْ مَاتَ لَهَا اثْنَانِ مِنَ الأَوْلادِ
٢٤ - قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وثنا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا بُنْدَارٌ، ثنا غُنْدَرٌ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النِّسَاءَ قُلْنَ: " غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا نَأْتِيكَ فِيهِ، فَوَعَدَهُنَّ مِيعَادًا، فَأَمَرَهُنَّ وَوَعَظَهُنَّ، وَقَالَ: «مَا مِنْكُنَّ مِنَ امْرَأَةٍ يَمُوتُ لَهَا ثَلاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ إِلا كَانُوا لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّارِ» فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: أَوِ اثْنَانِ، فَإِنَّهُ مَاتَ لِي اثْنَانِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: «أَوِ اثْنَانِ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْعِلْمِ عَنْ أَدْهَمَ، وَفِي الْجَنَائِزِ عَنْ مُسْلِمٍ كِلاهُمَا عَنْ شُعْبَةَ، وَعَلَّقَهُ فِي الْجَنَائِزِ بَعْدَ حَدِيثِ مُسْلِمٍ، فَقَالَ: قَالَ شَرِيكٌ، عَنِ ابْنِ الأَصْبَهَانِيِّ، ثنا أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: «لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ» .
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الْبِرِّ وَالصِّلَةِ عَقِيبَ حَدِيثِ أَبِي عَوَانَةَ، فَقَالَ: ثنا
1 / 38
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ قَالا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ.
قَالَ: وثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، ثنا أَبِي قَالا: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَصْبَهَانِيِّ فِي هَذَا الإِسْنَادِ بِمِثْلِ مَعْنَاهُ.
وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مِثْلَهُ.
وَقَالَ: «ثَلاثَةٌ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ» وَالْحِنْثُ: الذَّنْبُ وَالإِثْمُ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْعِلْمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ، عَنْ غُنْدَرٍ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الْبِرِّ عَلَى الْمُوَافَقَةِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى عَنْ غُنْدَرٍ، وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ أَبِيهِ كِلاهُمَا عَنْ شُعْبَةَ.
حَدِيثُ خَادِمِ رَسُولِ اللَّه ﷺ أَبُو حَمْزَةَ أَنَسُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ ضَمْضَمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامٍ الأَنْصَارِيُّ مِنْ وَلَدِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ أَخْوَالِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ.
1 / 39
خَادِمُ الرَّسُولِ يَتَحَدَّثُ عَنْ فَضْلِ الْبَلاءِ فِي الأَوْلادِ
٢٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الأَنْجَبِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأَزَجِيُّ ﵀ قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ رَمَضَانَ الْمُقْرِئُ، أنا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَاوَرْدِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ النَّقُّورِ الْبَزَّازُ (ح) .
وَأَخْبَرَنَا عَالِيًا: أَبُو الْحُسَيْنِ الْبَغْدَادِيُّ، عَنْ أَبِي الْفَضْلِ مُحَمَّدِ بْنِ نَاصِرٍ الْحَافِظِ وَغَيْرِهِ، عَنْ ابْنِ النَّقُّورِ قَالَ: أنبا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الدَّقَّاقُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ هُوَ الْبَغَوِيُّ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: «مَنْ مَاتَ لَهُ ثَلاثَةُ أَوْلادٍ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ» .
1 / 40
هَلْ مَاتَ لَكَ ثَلاثَةٌ؟
٢٩ - وَكَتَبَ إِلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْجِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ نَصْرٍ الزَّاغُونِيِّ، أنبا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْبُسْرِيِّ الْبُنْدَارُ، أنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخَلِّصُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ هُوَ ابْنُ عَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَبُو عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَبُو مَعْمَرٍ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: «مَا مِنَ النَّاسِ مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَفَّى لَهُ ثَلاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إِلا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَةِ اللَّهِ ﷿» .
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَلَى الْمُوَافَقَةِ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي الْحَجَّاجِ الْمِنْقَرِيِّ مَوْلاهُمُ الْمُقْعَدُ، وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ فِي الْجَنَائِزِ جَمِيعًا عَنْ يُوسُفَ بْنِ حَمَّادٍ الْمَعْنَى عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ سَعِيدٍ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
ـ حَدِيثُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ.
ابْنِ غَافِلٍ - بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، وَالْفَاءِ - الْهُذَلِيِّ بْنِ هُذَيْلِ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ حَلِيفِ بَنِي زُهْرَةَ.
هَلْ تَدْرِي مَا الرَّقُوبُ؟
٣٠ - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَجَّاجِ الْحَافِظِ بِحَلَبَ، أَخْبَرَكَ أَبُو الْحَسَنِ الْخَيَّاطُ،
1 / 41
أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالا: أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: «مَا تَعُدُّونَ الرَّقُوبَ فِيكُمْ؟» قَالَ: قُلْنَا: الَّذِي لا يُولَدُ لَهُ.
قَالَ: «لَيْسَ ذَاكَ بِالرَّقُوبِ، وَلَكِنَّ الرَّقُوبَ الَّذِي لَمْ يُقَدِّمْ مِنْ وَلَدِهِ شَيْئًا» .
قَالَ: «فَمَا تَعُدُّونَ الصُّرَعَةَ فِيكُمْ؟» قُلْنَا: الَّذِي لا تَصْرَعُهُ الرِّجَالُ.
قَالَ: «لَيْسَ بِذَاكَ، وَلَكِنَّهُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ» .
وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ الطَّلْحِيُّ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ تَمَّامٍ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وثنا أَحْمَدُ بْنُ بُنْدَارٍ، ثنا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الأَعْمَشِ (ح) .
قَالَ: وثنا أَبُو أَحْمَدَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شِيرَوَيْهِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ
1 / 42