<div dir="rtl" id="book-container">
العمومي والسيد إبراهيم خالد المستنطق وعمر بك فرحات وأخوه الدكتور حسن بك فرحات، والدكتور طاهر بك قاسم ومتعهد الإنشاءات الأميرية الشهير الحاج مزيان أيراثني وغيرهم من يطول ذكرهم ممن نبغوا في الصنائع والتجارة الخ. ومنها عدم تزوج الزواوة بالأجنبيات إلا نادرا إذ أن عنايتهم الشديدة في الزواج بالأصل والجاه العظيمين مع عادات لهم فصار ذلك غير ممكن لهم من الأجنبي ومنها عدم تزوجهم بالإماء السود تحشيا من تسويد نسلهم وتغييره وهذه خاصة عظيمة تذكر لهم فتشكر وقد خالفوا إخوانهم العرب فيها. نعم قد يوجد العبيد في بعض قرى الزواوة إلا أنهم لا يناكحون. ومنها الحياء الشديد وله قواعد عندهم محمودة تنطبق على المروءة والإنسانية الكاملة وبالأخص فيما بين أعضاء الأسرة والأقارب ذوي الأرحام فلا تسمع لهم كلمة فحش أو بذاءة ترى عورة من عوراتهم وذلك محظور عندهم بشدة وعناية تأمين وبالأخص في محضر النساء حتى أنه قد يكون دم المتفحش هدرا فإنهم يقتلون من ذلك وهو من القواعد المتعارفة عندهم وإن أحدهم إذا كانت معه امرأة يكون محترما هو والمرأة ولا يؤذى ولا يسمع ما يكره و (... كلمة غير واضحة في النسخة) الغناء، فالذي تعدى وفعل ذلك المحظور في عرفهم فدمه هدر وهذا من المدنية الراقية بمكان والسبب أن الغناء عندهم مستقبح لما فيه من أقوال الغزل والتشبيب وذكر النساء والعشق والوصال إلى غير ذلك مما يحرك النفوس إلى الشهوات ويسوقها إلى أسواق الشبهات وهم في مثل هذا مخالفون للعرب على خط مستقيم وقد ذم أبو حامد الغزالي الأدب العربي في هذا المقصد لما فيه من بواعث الفسق للشبان
صفحة ١١٢