<div dir="rtl" id="book-container">
قال رحمه الله عند كلامه على البربر: وأما شعوب هذا الجبل - يعني البربر - فإن علماء النسب متفقون على أنهم يجمعهم جذمان عظيمان وهما برنس ومادغس ويلقب مادغس الأبتر فلذلك يقال لشعوبه البتر ويقال لشعوب برنس البرانس وهما معا إبنا (بر) وبين النسابين خلاف هل هما لأب واحد فذكر ابن حزم عن أيوب ابن أبي يزيد صاحب الحمار أنهما لأب واحد على ما حدثه عنه يوسف الوراق إلى أن ذكر - أعني ابن خلدون - القبيلتين العظيمتين " كتامة وصنهاجة" هل هما من البربر أو لا فقال ما نصه: إن كتامة وصنهاجة ليسوا من البربر وأنهما من شعوب اليمن تركهما أفريفش بن صيفي بإفريقية مع من أنزل بها من الحامية لهذه جماع مذاهب أهل التحقيق في شأنهم انتهى كلامه قلت سيأتي من كلامه أن الزواوة من بطون كتامة كما تقدم قريبا أنهم من شعوب اليمن وشعوب اليمن من العرب العرباء القحطانيين الحميريين وأولاد يعرب من قحطان من المحقق أن العرب قسمان العرب والعرباء والعرب المستعربة والعرب المستعربة هم أولاد عدنان الذين صاهرهم إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام فعدنان الذي هو آخر من يجب معرفتهم من نسب النبي صلى الله عليه وسلم وهو عدنان - حفيد إسماعيل عليه السلام ومن أولاده معد ونزار ومضر ومنهم فهر الذي لقب بقريش وعلى هذا الحكم الصحيح يبنى أن كل مستعربي عربي وعلى أن القحطانيين أعرق في العربية من العدنانيين وأن فضل العدنانيين بالنبوة وبولايتهم الكعبة البيت الحرام ولكن ولاية الكعبة كانت قبل للقحطانيين إذ كان القحطانيون في شمال جزيرة العرب ولهم دولة هناك قبل العدنانيين ثمانمائة سنة قل ميلاد عيسى عليه السلام
صفحة ٩٢