ولما ورد محمد بن طاهر بغداد أعاد المعتمد إلى يده عمل الشرطة، وعزل عنها عبيد الله بن عبد الله. فهذه كانت حال الشرطة. وأما حال خراسان فإنها افتديت وتفرقت الولايات بها في نفر. وأما وراء النهر فولى عليه من الاصل نصر بن أحمد أسد سامان، وكان ذلك العمل في يده من قبل طاهر فبقي عليها تسع عشرة سنة إلى أن مات في سنة تسع وسبعين ومائتين. وقام مكانه بذلك العمل أخوه إسماعيل ابن أحمد بن أسد. وأما بلخ فوليها أبو داود محمد بن أحمد بن ناهجور من الأصل، وضم له إلى عمل بلخ طخرستان وختلان وخورجان وترمد. وأما نيشابور فوليها الحسين بن طاهر بن عبد الله من قبل أخيه طاهر، فتوجه إليها بلا مال والرجال، فورد أصبهان وعليها دلف بن عبد العزيز، فأرتبك في أمره بين أن ينفذ على اختلال من أمره أو يرجع وراءه. فقام كوشاد بن مردان بأمره حتى بعث دلف بن عبد العزيز على معونته إلى أن انهضه وخرج معه، فورد نيشابور يوم الإثنين لسبع بقين من صفر سنة ثلاث وستين ومائتين ماه مهر روز دين. ونفد كوشاد عنه إلى ماوراء النهر فورد على نصر بن أحمد بن أسد ليستنجده فلم يصب له عنده مادة لا بمال ولا برجال، فعاد إليه ولم ير للمقام هناك وجها، فخرج وخلف كوشاد على أمراء خراسان.
عمرو بن الليث:
ومات يعقوب بن الليث بجنديشابور من كور خراسان سنة خمس وستين ومائتان. فدخل أخوه عمرو في طاعة السلطان فعقد له السلطان على ولاية شرطة بغداد وعلى أعمال خراسان، وما كان مضافا إليها من إعمال الطاهرية. فإستخلف على شرطة بغداد عبيد الله بن عبد الله ابن طاهر، فقبضها من محمد بن طاهر في صفر سنة ست وستين فورد عمرو خراسان في هذه السنة فزحف إليه أحمد بن عبد الله الحجستاني، والتقى معه بنيشابور يوم الخميس لست بقين من ذي القعدة سنة ست وستين ومائتين، فهزم إلى سجستان. فعبر عمرو سنتين يحاول أن يصفو له خراسان وهي باسمه فقرت عليه.
صفحة ١٧٧