التاريخ المعتبر في أنباء من غبر
محقق
لجنة مختصة من المحققين
الناشر
دار النوادر
الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣١ هـ - ٢٠١١ م
مكان النشر
سوريا
تصانيف
ولما اطمأن الناس، خرج رسول الله ﷺ إلى الطواف، فطاف بالبيت سبعًا على راحلته، واستلم الركن بِمحْجَنٍ كان بيده (١)، ودخل الكعبة، ورأى فيها الشخوصَ، على صورة الملائكة، وصورةَ إبراهيم، وفي يده الأزلامُ يستقسمُ بها، فقال: "قاتَلَهُمُ اللهُ! جَعَلُوا شَيْخَنا يَسْتَقْسِمُ بالأَزْلامِ، ما شَأْنُ إِبراهيمَ وَالأَزْلام"، ثم أمر بتلك الصور فطُمست، وصلَّى بالبيت (٢).
ثم جلس ﷺ على الصفا، واجتمع الناس لبيعته على الإسلام، فكان يبايعهم على السمع والطاعة لله ولرسوله، فبايع الرجال، ثم النساء.
وأهدر دمَ ستة رجالٍ، وأربعِ نسوةٍ:
فأولهم: عكرمةُ بن أبي جهل، ثم استأمنت له زوجتُه أمُّ حكيم، فآمنه، فقدم عكرمةُ، وأسلمَ.
ثانيهم: هَبَّارُ بن الأَسود.
ثالثهم: عبدُ الله بن سعدِ بنِ أبي سَرْحٍ، وكان أخا عثمانَ بن عفان من الرضاعة، فأتى عثمانُ به النبيَّ ﷺ، وسأله فيه، فصمتَ النبيُّ ﷺ طويلًا، ثم آمنه، فأسلم، وقال لأصحابه: "إنما صَمَتُّ لِيَقُومَ أَحَدُكُمْ فَيَقْتُلَهُ"، فقالوا: هلاَّ أومأت إلينا، فقال لهم: "إنَّ الأنبياءَ لا تَكُون لهم
(١) رواه أبو داود (١٨٧٨)، وابن ماجه (٢٩٤٧)، عن صفية بنت شيبة ﵂.
(٢) رواه ابن هشام في "السيرة النبوية" (٥/ ٧٥)، وأصله عند البخاري (٣١٧٤)، عن عبد الله بن عمر ﵄.
1 / 158