136

التاريخ المعتبر في أنباء من غبر

محقق

لجنة مختصة من المحققين

الناشر

دار النوادر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣١ هـ - ٢٠١١ م

مكان النشر

سوريا

تصانيف

ثلاثَ سنين يُسِرُّها، ومما يؤيد هذا قولُ أبي قيس بنِ الأسلت:
ثَوَى في قُرَيْشٍ بِضْعَ عَشْرَةَ حِجَّةً ... يُذَكِّرُ لَوْ يَلْقَى صَدِيقًا مُوَاتِيا
فهذا يدل على أن مقامه ثلاثَ عشرةَ سنة (١).
ثم إن رسول الله ﷺ رحل من قباء، يريد المدينة، فما مر على دار من دور الأنصار، إلا قالوا: هَلُمَّ يا رسولَ الله إلى العدد والعدة، ويعترضون ناقته، فيقول: "خَلُّوا سَبيلَها، فإنّهَا مَأْمورَةٌ" حتى انتهت إلى موضع مسجدِ النبيِّ ﷺ، فبركت هناك، ووضعت جِرانَها، فنزل عنها النبيُّ ﷺ، واحتمل أبو أيوبَ الأنصاريُّ الناقةَ إلى بيته (٢).
وكان موضعُ المسجد مِرْبَدًا لسهلٍ وسُهيلٍ ابني عمرٍو، يتيمين في حِجْر معاذِ بنِ عفراءَ، وقيل: بل كان لبني النجَّار، وكان فيه نخلٌ، وخِرَبٌ، وقبور المشركين.
وأقام النبي ﷺ عند أبي أيوب، حتى بنى مسجدَه ومساكنَه، وكان قبلَه يصلِّي حيث أدركته الصلاة، ويناه هو والمهاجرون والأنصار ﵃ أجمعين -.
* * *

(١) انظر: "الكامل" لابن الأثير (٢/ ٨).
(٢) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (١/ ٢٣٧)، عن شرحبيل بن سعد.

1 / 111