106

التاريخ المعتبر في أنباء من غبر

محقق

لجنة مختصة من المحققين

الناشر

دار النوادر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣١ هـ - ٢٠١١ م

مكان النشر

سوريا

تصانيف

مخرجيّ هم؟ "، قال: نعم، لم يأت رجل قطُّ بمثلِ ما جئت به، إلا عوديَ، وإن يدركْني يومُك، أنصُرْك نصرًا مؤزرًا، ثم لم يلبث ورقة أن توفي، وفتر الوحي (١). ثم كان أول ما أُنزِل عليه من القرآن بعد ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ [العلق: ١] ﴿ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ﴾ [القلم: ١]، ثم ﴿يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ [المدثر: ١]، ثم ﴿وَالضُّحَى﴾ [الضحى: ١]. قالت خديجة لرسول الله ﷺ: يا بن عم! هل تستطيع أن تخبرني بصاحبك الذي يأتيك إذا جاء؟ قال: "نعم"، فجاءه جبريل، فأعلمها، فقالت: قم فاجلسْ على فخذي اليسرى، فقام رسول الله ﷺ، فجلس عليها، فقالت: هل تراه؟ قال: "نعم"، فتحَسَّرَتْ، وألقت خِمارها، ورسولُ الله ﷺ في حِجْرها، ثم قالت: هل تراه؟ قال: "لا"، قالت: يا بن عم! اثْبُتْ وأبشر، فوالله! إنه لَمَلَكٌ، وما هو شيطان (٢). وقال الزهري: فتر الوحي عن رسول الله ﷺ فترة، فحزن حزنًا شديدًا، فجعل يغدو إلى رؤوس الجبال ليتردّى منها، فكلما أوفى بذروة جبل، تبدّى له جبريل ﵇، فيقول له: إنّك رسولُ الله حقًا، فيسكن لذلك جأشُه، وترجع نفسه (٣).

(١) رواه البخاري (٣). (٢) رواه ابن هشام في "السيرة" (٢/ ٧٥). (٣) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٩/ ١٤٣).

1 / 81