تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف

ابن الضياء المكي ت. 854 هجري
82

تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف

محقق

علاء إبراهيم، أيمن نصر

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٤هـ - ٢٠٠٤م

مكان النشر

بيروت / لبنان

وَعَن جَابر بن عبد الله قَالَ: زجر النَّبِي ﷺ عَن الصُّور، وَأمر عمر بن الْخطاب زمن الْفَتْح أَن يدْخل الْبَيْت فَيَمْحُو مَا فِيهِ من صُورَة وَلم يدْخلهُ حَتَّى مُحي. وَعَن الْحسن أَن النَّبِي ﷺ لم يدْخل الْكَعْبَة حَتَّى أَمر عمر بن الْخطاب أَن يطمس على كل صُورَة فِيهَا. وَعَن ابْن أبي تجراة عَن أمه قَالَت: أَنا أنظر إِلَى رَسُول الله ﷺ وَهُوَ يضع الرُّكْن بِيَدِهِ فَقلت: لمن الثَّوْب الَّذِي وضع فِيهِ الْحجر؟ قَالَت للوليد بن الْمُغيرَة. وَيُقَال: فَحمل الْحجر فِي كسَاء رومي كَانَ للنَّبِي ﷺ روى جَمِيع ذَلِك الْأَزْرَقِيّ. ويروى: أَن الطَّائِر الَّذِي اخْتَطَف الْحَيَّة هُوَ الْعقَاب. وَعَن ابْن عَبَّاس: أَن هَذِه الْحَيَّة هِيَ الدَّابَّة الَّتِي تكلم النَّاس قبل يَوْم الْقِيَامَة قَالَ السُّهيْلي: وَاسْمهَا أقْصَى. وَقيل: إِن الدَّابَّة الَّتِي تكلم النَّاس هِيَ فصيل نَاقَة صَالح، وَهُوَ الْأَصَح كَمَا ذكره الْقُرْطُبِيّ؛ لما روى أَبُو دَاوُد عَن حُذَيْفَة قَالَ: ذكر رَسُول الله ﷺ الدَّابَّة فَقَالَ: " لَهَا ثَلَاث خرجات من الدَّهْر: فَتخرج من أقْصَى الْبَادِيَة وَلَا يدْخل ذكرهَا الْقرْيَة يَعْنِي مَكَّة ثمَّ تكمن زَمَانا طَويلا، ثمَّ تخرج خرجَة أُخْرَى دون ذَلِك فيفشو ذكرهَا فِي أهل الْبَادِيَة وَيدخل ذكرهَا الْقرْيَة أَي مَكَّة ثمَّ بَينا النَّاس فِي الْمَسْجِد الْحَرَام لم يرعهم إِلَّا وَهِي ترغو بَين الرُّكْن وَالْمقَام تنفض عَن رَأسهَا التُّرَاب ". الحَدِيث فَفِي قَوْله: ترغو. دَلِيل على أَنَّهَا الفصيل. قَالَ الْقُرْطُبِيّ: وَذَلِكَ أَن الفصيل لما قتلت النَّاقة هرب فانفتح لَهُ حجر فَدخل فِي جَوْفه، ثمَّ انطبق عَلَيْهِ الْحجر فَهُوَ فِيهِ حَتَّى يخرج بِإِذن الله تَعَالَى، وَقيل: إِنَّهَا الْجَسَّاسَة.

1 / 101