تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف
محقق
علاء إبراهيم، أيمن نصر
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٤هـ - ٢٠٠٤م
مكان النشر
بيروت / لبنان
إِن كنت تاركهم وكعتن ... افأمر مَا بدا لَك ثمَّ أرسل عبد الْمطلب حَلقَة بَاب الْكَعْبَة وَانْطَلق هُوَ وَمن مَعَه من قُرَيْش إِلَى شعف الْجبَال فتحرزوا فِيهَا ينتظرون مَا أَبْرَهَة فَاعل بِمَكَّة إِذا دَخلهَا، وَقَالَ عبد الْمطلب أَيْضا: قلت والأشرم تردى خيله ... إِن ذَا الأشرم غر بِالْحرم كَاد يتبع فِيمَن جندت ... حمير والحي من ذَاك قزم فانثنى عَنهُ وَفِي أوداجه ... جارح أمسك مِنْهُ بالكظم نَحن أهل الله فِي بلدته ... لم يزل ذَاك على عهد إبرهم نعْبد الله وَفينَا شِيمَة ... صلَة الْقُرْبَى وإيفاء الذمم إِن للبيت لربّا مَانِعا ... من يردهُ بآثام يصطلم وَقَوله: إبرهم يُرِيد إِبْرَاهِيم ﵇ وَلما أصبح أَبْرَهَة تهَيَّأ لدُخُول مَكَّة وَهدم الْكَعْبَة وهيأ فيله وعبأ جَيْشه وَقدم فيله أَمَام جَيْشه، وَكَانَ اسْم الْفِيل مَحْمُودًا وَكَانَ فيل النَّجَاشِيّ بَعثه إِلَى أَبْرَهَة وَكَانَ فيلًا لم ير مثله فِي الأَرْض عظما وجسمًا وَقُوَّة. وَقَالَ مقَاتل: لم يكن مَعَهم إِلَّا ذَلِك الْفِيل الْوَاحِد فَلذَلِك قَالَ تَعَالَى: " ألم تَرَ كَيفَ فعل رَبك بأصحاب الْفِيل ". وَقَالَ الضَّحَّاك: كَانَت الفيلة ثَمَانِيَة غير الْفِيل الْأَعْظَم. وَقيل: اثْنَي عشر فيلًا. وَقيل: ألف فيل. وَقيل: إِنَّمَا وحد فِي الْقُرْآن لوفاق رُؤُوس الْآي. وَقيل: نسبهم إِلَى الْفِيل الْأَعْظَم. فَلَمَّا وجهوا الْفِيل إِلَى مَكَّة أقبل نفَيْل بن حبيب الْخَثْعَمِي حَتَّى قَامَ إِلَى جنب الْفِيل فالتقم أُذُنه فَقَالَ: ابرك مَحْمُودًا وارجع راشدًا من حَيْثُ جِئْت فَإنَّك فِي بلد الله الْحَرَام ثمَّ أرسل أُذُنه فبرك، وَخرج نفَيْل بن حبيب يشْتَد حَتَّى صعد فِي الْجَبَل، فَضربُوا الْفِيل ليقوم فَأبى فَضربُوا رَأسه بالطبرزين فَأبى فأدخلوا
1 / 85