تاريخ دنيسر
محقق
إبراهيم صالح
الناشر
دار البشائر
رقم الإصدار
الأولى ١٤١٣ هـ
سنة النشر
١٩٩٢ م
بالإفك عصبة منكم﴾ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: قَالَ سُفْيَانُ: ﴿لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خيرٌ لكم﴾ .
قَالَتْ: فَتَلا عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ هَذِهِ الْعَشْرَ آيَاتٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِنَّ بَرَاءَتِي.
قَالَتْ أُمِّي: قُومِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَبِّلِي رَأْسَهُ. فَقُلْتُ: لا أَقُومُ إِلَيْهِ، وَلا أَحْمَدُ إِلا اللَّهَ، هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ بَرَاءَتِي مِنَ السَّمَاءِ.
وَقُلْتُ لأَبِي: يَا أَبَهِ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَعْذُرَنِي عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حِينَ قَالَ أَهْلُ الإِفْكِ مَا قَالُوا؟ فَقَالَ: يَا بُنَيَّةٌ، وَكَيْفَ أَعْذُرُكِ بِمَا لا أَعْلَمُ، وَأَيُّ أرضٍ تُقِلُّنِي، وَأَيُّ سماءٍ [تُظِلُّنِي] إِذَا قُلْتُ مَا لا أَعْلَمُ؟
وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ وَفَقْرِهِ، فَحَلَفَ أَنْ لا يُنْفِقَ عَلَيْهِ حِينَ قَالَ [عَلَى] عَائِشَةَ مَا قَالَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا. أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لكم، والله غفور رحيم﴾ .
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَلَى وَاللَّهِ، إِنِّي لأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي. فَعَادَ عَلَى مِسْطَحٍ بِالنَّفَقَةِ، وَقَالَ: لا أَنْزَعُهَا مِنْهُ أَبَدًا.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ: قَالَ سُفْيَانُ: فَقَرَأَ: ﴿وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ والسعة﴾ قَالَ: أُولُو الْفَضْلِ فِي الدِّينِ، وَالسَّعَةِ فِي ذَاتِ الْيَدِ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَهَذَا الَّذِي [وَصَلَ] إِلَيْنَا مِنْ حَدِيثِ هَؤُلاءِ الرَّهْطِ.
1 / 84