وقد انتزع الأمير إسماعيل السامانى هذه الضياع والمستغلات من يده لأن أحمد بن محمد الليث الذى كان صاحب الشرطة قال ذات يوم للأمير:
أيها الأمير- ممن آلت هذه الضياع بهذا الحسن وكثرة الغلات إلى أبى إسحق؟
فقال الأمير إسماعيل السامانى: إن هذه الضياع ليست ملكه بل هى أملاك سلطانية. فقال أحمد بن محمد الليث: إنها أملاكهم ولكن الخليفة انتزعها من أيديهم بسبب ردة أبيهم وصيرها ملك بيت المال، ثم عاد فأعطاها له على سبيل الأجر والجامكية وهو لا يقوم بالخدمة كما يجب ويرى هذه الضياع ملكا له.
وبينما كانوا فى هذا الحديث إذ دخل أبو إسحق بن إبرهيم، فقال له الأمير إسماعيل السامانى: يا أبا إسحق- ما مقدار ما يعود عليك كل عام من الغلة من هذه الضياع؟. فقال أبو إسحق: تغل كل عام عشرين ألف درهم بعد كثير من التعب والتكلف. فأمر الأمير إسماعيل أحمد بن محمد الليث قائلا: خذ هذا الموضع وقل لأبى الحسن العارض أن يعطيه كل عام عشرين ألف درهم. وبهذا خرجت هذه الضياع من يده ولم تعد إليه.
وقد توفى أبو إسحق سنة إحدى وثلثمائة (923 م) وبقى أولاده فى قريتى «سفنة» و«سيونج».
صفحة ٢٦