ولم ينقص من تلك الضيافة شيء وكان الختام أحلى من البدء، وأمر الخليفة بوضع خراج كهناب وقرية عبد الرحيم عنه، وكان عبد الرحيم هذا ابن حمويه، كما كان لحمويه هذا قرية قرب نيسابور تدعى حمويه آباد.
وفي العام مئتين واثنتين من هجرة النبي عليه السلام، عندما كان المأمون متوجها إلى بغداد، قتل وزيره ذو الرئاستين، الفضل بن سهل في الحمام بمدينة سرخس، [49] وسقي علي بن موسى الرضا (الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام) السم بسناباد طوس «1» .
وقد قصد المأمون بغداد، بعد أن بايع أهل بغداد ابن عمه إبراهيم بن المهدي، بسبب تعيين المأمون علي بن موسى الرضا عليه السلام خليفة ووليا للعهد؛ وقد اجتاز المأمون ببيهق، وأقام فيها مدة، حيث نزل بأعلى الرستاق في قرية نزل آباد، وأنقص جزءا من خراج بيهق، وتوجه من هناك إلى جرجان، فحكم وعدل، ولما رأى جرجان بلدة ممطرة موحلة، قال: أخرجوني من هذه البقعة البوالة الرشاشة، وأنقص من خراجها، وتوجه إلى الري، وأسقط من خراجها ألف ألف درهم مرتين، والله أعلم.
فصل: كان المسجد الجامع لقصبة سبزوار قد خرب على عهد حمزة بن آذرك الخارجي، وكان الناس يذهبون إلى خسروجرد لصلاة الجمعة والأعياد، وكان في القصبة امرأة متمولة متوطنة فيها، وحدث في يوم من الأيام أن تنازع أهل خسروجرد مع أهل قصبة سبزوار حول رؤية الهلال، وقالوا: إن اليوم ليس عيدا لدينا، فتشاور
صفحة ١٥٠