وسأل سائل رسول الله فقال ما أصبح في بيت آل محمد غير صاع من طعام وإنهم لأهل تسعة أبيات فهل لهم عنه غنى ولم يرد سائلا قط وإنه كان يعالج حظاء من جريد فمر به رجل فقال اكفيكه يا رسول الله فقال شأنك فلما فرغ منه قال له ألك حاجة قال نعم تضمن لي على الله الجنة فأطرق طويلا ثم رفع رأسه أليه فقال ذلك لك فلما ولى ناداه يا عبد الله أعني بطول السجود
وخطب على ناقته فقال يا أيها الناس كأن الموت على غيرنا كتب وكأن الحق على غيرنا وجب وكأن الذين يشيعون من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون نبوئهم أجداثهم ونأكل تراثهم كأنا مخلدون بعدهم قد نسينا كل واعظة وأمنا كل جائحة طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس وأنفق من مال قد اكتسبه من غير معصية ورحم وصاحب أهل الذل والمسكنة وخالط أهل الفقه والحكمة طوبى لمن أذل نفسه وحسنت خليقته وصلحت سريرته وعزل عن الناس شره ووسعته السنة ولم يبعدها إلى البدعة
وقال وعظني جبريل فقال لي أحبب من شئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك ملاقيه
وقال من طلب الرزق من حله فليبذر على الله
وقال استرشدوا العاقل ترشدوا ولا تعصوه فتندموا
وقال لا طلاق إلا بعد نكاح ولا عتق إلا بعد ملك ولا صمت إلا من غدوة إلى الليل ولا وصال في صيام ولا رضاع بعد فطام ولا يتم بعد احتلام ولا يمين لامرأة مع زوجها ولا يمين لولد مع والده ولا يمين للمملوك مع سيده ولا تغرب بعد الهجرة ولا يمين في قطيعة رحم ولا نذر في معصية ولو أن أعرابيا حج عشر حجج ثم هاجر كان فريضة الإسلام عليه إذا استطاع إليه سبيلا ولو أن مملوكا حج عشر حجج ثم عتق كان فريضة الإسلام عليه إن استطاع إليه سبيلا
وقال أعظم الذنوب عند الله أصغرها عند العباد وأصغر الذنوب عند الله أعظمها عند العباد
صفحة ١٠٠