كتاب التأريخ
الناشر
دار صادر
مكان النشر
بيروت
ونزل يافث بن نوح ما بين المشرق والمغرب فولد له جومر وتوبل وماش وماشج ومأجوج فولد جومر الصقالبه وولد توبل برجان وولد ماش الترك والخزر وولد ماشج الاشبان وولد مأجوج يأجوج ومأجوج وهم في شرقي الأرض من جهة الترك وكانت منازل الصقالبة وبرجان ارض الروم قبل أن يكون الروم فهؤلاء ولد يافث
وعاش نوح بعد خروجه من السفينة ثلاثمائة وستين سنة ولما حضرت وفاة نوح اجتمع إليه بنوه الثلاثة سام وحام ويافث وبنوهم فأوصاهم وأمرهم بعبادة الله تعالى وأمر ساما أن يدخل السفينة إذا مات و لا يشعر به أحد فيستخرج جسد آدم ويذهب معه بملكيز دق بن لمك بن سام فإن الله اختاره ليكون مع جسد آدم في وسط الأرض في المكان المقدس وقال له يا سام انك إذا خرجت أنت وملكيز دق بعث الله معكما ملكا من الملائكة يدلكما على الطريق ويريكما وسط الأرض ولا تعلمن أحدا ما تصنع فإن هذا الأمر وصية آدم التي أوصى بها بنيه وأوصى بها بعضهم بعضا حتى انتهى ذلك إليك فإذا بلغتما المكان الذي يريكما الملك فضع فيه جسد آدم ثم مر ملكيز دق ألا يفارقه ولا يكون له عمل إلا عبادة الله سبحانه وتعالى وآمره أن لا ينكح امرأة ولا يبني بنيانا ولا يهريق دما ولا يلبس ثوبا إلا من جلود الوحوش ولا يقص شعرا ولا ظفرا وليجلس وحده وليكثر حمد الله ثم مات في أيار يوم الأربعاء وكانت حياته تسعمائة سنة وخمسين كما حكى الله تعالى ألف سنة إلا خمسين عاما
صفحة ١٦