تاريخ أبي زرعة الدمشقي
محقق
رسالة ماجستير بكلية الآداب - بغداد
الناشر
مجمع اللغة العربية
مكان النشر
دمشق
هـ قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ هُوَ الْمُتَكَلِّمُ، وَمَالِكٌ مَعَهُ سَاكِتٌ، وَلَمْ يَسْمَعَا مِنْهُ بِمَكَّةَ شَيْئًا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ سُفْيَانُ: قَدِمَ عَلَيْنَا الزُّهْرِيُّ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فَأَقَامَ إِلَى هِلَالِ الْمُحَرَّمِ، ثُمَّ خَرَجَ فَاعْتَمَرَ مُنَ الْجُعْرَايَةِ، قَالَ: لَا يَتْبَعْنِي أَحَدٌ. وَأَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ وَثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ، وُلِدْتُ فِي النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ وَمَاتَ الزُّهْرِيُّ سَنَةَ أربع وعشرين ومائة.
وَسَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنْ حَدِيثٍ، فَلَمْ يُخْبِرْنِي، فَقَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أَجِبِ الْغُلَامَ - فَظَنَّ سَعْدٌ أَنَّهُ حَقَّرَنِي، حِينَ لَمْ يُجِبْنِي - فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: أَمَّا إِنِّي أُعْطِيهِ حَقَّهُ - فَكَأَنَّهُ أَرْضَاهُ - قَالَ: فَقُلْتُ: أَجَلْ إِنَّهُ لَيَفْعَلُ، قَالَ: فَسَرَّهُ ذَلِكَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: وَرُبَّمَا مَازَحَنِي هِشَامُ بْنُ حُجَيْرٍ، وَيَقُولُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، أَمَّا مَا حَفِظْتَ، وَأَنْتَ غُلَامٌ، فَالْغُلَامُ لَا نُجِيزُ شَهَادَتَهُ، وَأَمَّا مَا حَفِظْتَ، وَأَنْتَ رَجُلٌ، فَنَحْنُ نُجِيزُ ذَلِكَ.
1 / 574