فنحن نجد أن معاوية لكي يبرر تقاعسه وانهزامه، وواقعه الفاسد، ولكي يبقى بنوا أمية في سلطانهم، كان عليه أن يلصق بخط الإمام علي (ع) وأتباعة كل أنواع الإتهامات والإفتراءت، وأن يحيط نفسه بستار واق وكثيف يثبت به حكمه وسياسته.
ومن هذا الواقع الفاسد بدأت كتابة التاريخ بأقلام عوجاء، وبدأ التأثير والتأثر من هذا المنطلق.
ومن هنا يتضح أن علينا أن ندرس التاريخ جيدا، وأن نفهمه كما هو لا كما أراد له مزيفوه من أصحاب النفوس المريضة.
وحتى يتأكد الإنسان من وجود تلك الشوائب في تاريخنا الإسلامي فسوف نتحدث عن أهم مرحلة في تاريخنا الإسلامي وهي المرحلة الأولى، لنرى كيف أن تاريخنا الإسلامي تعرض لعلمية تزييف ليس لها مثيل ، وتجاهل لا مبرر له، فقد مر على بعض حقائقه مرور الكرام، وشوه بعضها، وطمس البعض الآخر.
وسنضرب بعض الأمثلة على ذلك. مهمتها التوضيح فقط لبعض تلك الجوانب ، ولست بصدد الرد عليها أو إيضاحها. لأن كثيرا من العلماء، والمفكرين، والمؤرخين قد ردوا على مثل تلك الخزعبلات والإدعاءات التي إغتر بها، أو مال إليها طائفة من المسلمين وبينوا الحقائق بعدل وانصاف.
وإنما هذه أمثلة تتعرض لبعض المواقف التاريخية المشوهة في تاريخنا الإسلامي.
ومن ذلك أننا نعرف أن الموقف الذي غدا فيه المسلمون بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وما سمعناه وعلمناه من إختلاف الصحابة حول الخلافة، واجتماع سقيفة بني ساعدة، وتنازع المهاجرين والأنصار. تلك الحقيقة التاريخية. ألا تحتاج منا إلا وقفة تأمل نخرج منها بالنتائج المطلوبة.
يقول الدكتور سعيد عاشور وهو يتحدث عن صور التشويه في التاريخ الإسلامي. وعند ذكره هذا الحقيقة التاريخية يقول:
صفحة ٨