ولكن رغم كل ما حدث وما نقل فإن من استخدم عقله، وجرد نفسه من العصبية والنزعات يجد زعماء أهل البيت (ع) ومن والاهم، كانوا صمام الأمان للأمة الإسلامية فكرا، وعقيدة، وسلوكا،. وأنهم وهبوا أنفسهم فداء لعقيدتهم وصونا لأمتهم وحريتهم. ويجد جميع أفراد الشعوب الإسلامية بمختلف طبقاتهم: فقراء وأغنياء، وعلماء ووجهاء، وأفرادا وجماعات، يجد أن هؤلاء كانوا معهم، ومتبعين وهكذا نجد أن محبة أهل البيت (ع) وموالاتهم لن يستطيع أحد طمسها أو محوها. فقد حاول بنو أمية، وبنو العباس بكل ثقلهم وجهودهم، فباءوا بالفشل، وبئس المصير.
يقول الدكتور سعيد عاشور وهو يتحدث عن محبي أهل البيت (ع): ((بحثت عن مصطلح الشيعة واشتقاق اللفظ، فوجدت فلانا شايع فلانا أي والاه، ونصره، وأصبح في زمرته إلى آخره. وفي لسان العرب لابن منظور كالآتي: الشيعة أتباع الرجل وأنصاره، ولفظ الشيعة عام وجمعها شيع وأشياع، وغلب هذا الإسم على من يتولى عليا وأهل بيته رضوان الله عليهم أجمعين، ويقال شايعه، أي والاه.
قال الأزهري: والشيعة قوم يهوون هوى عترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويوالونهم.
ثم يضيف الدكتور ويقول:
إذا كان هذا هو تعريف الشيعة فمن من المسلمين يرفض أن يكون شيعيا من يرفض هذا؟ إذا كان الشيعة قوم يهوون عترة النبي ويوالونهم، من منا يرفض أن ينسب إلى عترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ من منا يرفض أن يتمسح بأعتابهم ويطلب بركتهم؟
وإذا كان الأمر كذلك ما السبب في الخلاف!؟
إذا كان بعض السابقين قد وقعوا في خلافات وعداوات فعلينا نحن الآن بقلوب متفتحة، بأعين بصيرة، بعقول واعية، علينا أن نتدبر مثل هذه الأمور، علينا أن نتدبر قوله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا}.
صفحة ١٩