تاريخ الدولة العلية العثمانية

محمد فريد بك ت. 1338 هجري
146

تاريخ الدولة العلية العثمانية

محقق

إحسان حقي

الناشر

دار النفائس

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠١ - ١٩٨١

مكان النشر

بيروت

ثمَّ سَار سليم إِلَى ادرنه واعلن نَفسه سُلْطَانا عَلَيْهَا فارسل وَالِده اليه من هَزَمه والجأه إِلَى الْفِرَار بِبِلَاد القرم وارسل جَيْشًا آخر لمحاربة كركود بآسيا فَهَزَمَهُ ايضا لَكِن الْتزم السُّلْطَان بايزيد بِالْعَفو عَن ابْنه سليم بِنَاء على الحاح الانكشارية لتعلقهم بِهِ واعادته إِلَى ولَايَة سمندرية وَفِي اثناء توجه سليم اليها قابله الانكشارية واتوابه إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة باحتفال زَائِد وَسَارُوا بِهِ إِلَى سراي السُّلْطَان وطلبوا مِنْهُ التنازل عَن الْملك لوَلَده الْمَذْكُور فَقبل واستقال فِي يَوْم ٨ صفر سنة ٩١٨ ٢٥ ابريل سنة ١٥١٢ وَبعد ذَلِك بِعشْرين يَوْمًا سَافر للاقامة ببلدة ديموتيقا فَتوفي فِي الطَّرِيق يَوْم ١٠ ربيع الاول سنة ٩١٨ ٢٦ مايو سنة ١٥١٢ عَن ٦٧ سنة وَمُدَّة حكمه ٣٢ سنة ويدعى بعض المؤرخين ان وَلَده دس اليه السم خوفًا من رُجُوعه إِلَى منصة الْملك كَمَا فعل السُّلْطَان مُرَاد الثَّانِي الَّذِي سبق ذكره وَلم تزد املاك الدولة الْعلية فِي زمن السُّلْطَان بايزيد الثَّانِي الا قَلِيلا لحبه السّلم وحقن المدماء فَكَانَت حروبه الخارجية اضطرارية للمدافعة عَن الْحُدُود حَتَّى لَا يستخف بهَا اعداؤها وَكَانَ سلمي الطباع كَارِهًا للْقَتْل وَكَانَ اشهر وزرائه دَاوُد باشا الَّذِي تولى الوزارة بعد كدك احْمَد وَمكث بهَا ارْبَعْ عشرَة سنة واستقال مِنْهَا بِاخْتِيَارِهِ سنة ١٤٩٧ وَقضى بَاقِي عمره فِي عمل الْخيرَات والمبرات

1 / 187