تقييد العلم للخطيب البغدادي
الناشر
إحياء السنة النبوية
مكان النشر
بيروت
خِيَانَةً، وَلَا أَكْثَرَ أُعْجُوبَةً وَتَصَرُّفًا، وَلَا أَقَلَّ صَلَفًا وَتَكَلُّفًا، مِنْ كِتَابٍ، وَبَعْدُ فَمَتَى رَأَيْتَ بُسْتَانًا يُحْمَلُ فِي رَدَنٍ، وَرَوْضَةً فِي كَفٍّ، وَحَجَرًا يَنْطِقُ عَنِ الْمَوْتَى، وَيُتَرْجِمُ كَلَامَ الْأَحْيَاءِ، وَمَنْ لَكَ بِمُؤْنِسٍ لَا يَنَامُ، إِلَّا بِنَوْمِكَ، وَلَا يَنْطِقُ إِلَّا بِمَا تَهْوَى، أَبَرُّ مِنْ أَرْضٍ، وَأَكْتَمُ لِلسِّرِ مِنْ صَاحِبِ السِّرِ، وَأَضْبَطُ لِحِفْظِ الْوَدِيعَةِ مِنْ أَرْبَابِ الْوَدِيعَةِ، صَامِتٌ مَا أَسْكَتَّهُ، وَبَلِيغٌ إِذَا اسْتَنْطَقْتَهُ، وَمَنْ لَكَ بِمُسَامِرٍ لَا يَبْتَدِيكَ فِي حَالِ شُغْلِكَ، وَيَدَعُوكَ فِي أَوْقَاتِ نَشَاطِكَ، وَلَا يُحْوِجُكَ إِلَى التَّجَمُّلِ لَهُ وَالتَّذَمُّمِ مِنْهُ، وَمَنْ لَكَ بِزَائِرٍ إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَ زِيَارَتَهُ غِبًّا وَوِرْدَهُ خَمْسًا وَإِنْ شِئْتَ لَزِمَكَ لُزُومَ ظِلِّكَ، وَكَانَ مِنْكَ مَكَانَ بَعْضِكَ، وَالْكِتَابُ مُكْتَفٍ بِنَفْسِهِ، وَلَا يَحْتَاجُ إِلَى مَا عِنْدَ غَيْرِهِ، وَهُوَ الْجَلِيسُ الَّذِي لَا يُطْرِيكَ، وَالصَّدِيقُ الَّذِي لَا يُغْرِيكَ، وَالرَّفِيقُ الَّذِي لَا يَمَلُّكَ، وَالْمُسْتَمْنِحُ الَّذِي لَا يَزِيدُكَ، وَالْجَارُ الَّذِي لَا يَسْتَبْطِئُكَ وَالصَّاحِبُ الَّذِي لَا يُرِيدُ اسْتِخْرَاجَ مَا عِنْدَكَ بِالْمَلْقِ، وَلَا يُعَامِلُكَ بِالْمَكِرِ، وَلَا يَخْدَعُكَ بِالنِّفَاقِ، وَلَا يَخْتَالُ لَكَ بِالْكَذِبِ، وَالْكِتَابُ هُوَ الَّذِي إِنْ نَظَرْتَ فِيهِ أَطَالَ إِمْتَاعَكَ، وَشَحَذَ طِبَاعَكَ، وَبَسَطَ لِسَانَكَ، وَجَوَّدَ بَيَانَكَ وَفَخَّمَ أَلْفَاظَكَ، وَعَمَّرَ صَدْرَكَ، وَمَنَحَكَ تَعْظِيمَ الْعَوَامِّ وَصَدَاقَةَ الْمُلُوكِ، وَعَرَفْتَ بِهِ فِي شَهْرٍ مَا لَا تَعْرِفُهُ مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ فِي دَهْرٍ، مَعَ السَّلَامَةِ مِنَ الْغُرْمِ وَكَذَا الطَّلَبِ وَالْوُقُوفِ بِبَابِ الْمُكْتَسِبِ بِالتَّعْلِيمِ، وَالْجُلُوسِ بَيْنَ يَدَيْ مَنْ أَنْتَ أَفْضَلُ مِنْهُ خَلْقًا وَأَكْرَمُ مِنْهُ عِرْقًا، وَهُوَ الْمُعَلِّمُ الَّذِي إِنِ افْتَقَرْتَ لَمْ يَحْقِرْكَ، وَإِنْ قُطِعْتَ الْمَادَّةَ لَمْ يَقْطَعْ عَنْكَ الْفَائِدَةَ، وَإِنْ عُزِلْتَ لَمْ يَدَعْ طَاعَتَكَ، وَإِنْ هَبَّتْ رِيحُ أَعْدَائِكَ لَمْ يَتَقَلَّبْ عَلَيْكَ
أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَرَجِ عُبَيْدُ
أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَرَجِ عُبَيْدُ
1 / 122