تقريب الوصول إلي علم الأصول

ابن جزي الكلبي ت. 741 هجري
73

تقريب الوصول إلي علم الأصول

محقق

محمد حسن محمد حسن إسماعيل

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

السبب الثامن: اختلاف وجه الإعراب مع اتفاق القراء في الرواية، مثل قوله ﵇: "أكْلُ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ حَرَامٌ" (١)، فبعضهم جعل الأكل مصدرًا مضافًا إلى المفعول، فحرم أكل السباع، وبعضهم جعله مضافًا إلى الفاعل بعد قوله تعالى: ﴿وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ﴾ [المائدة: الآية ٣] فأجاز أكل السباع. السبب التاسع: كون اللفظ مشتركًا بين معنيين، فأخذ بعض المحدثين بمعنى، وغيره بمعنى، كقوله تعالى: ﴿ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ﴾ [البقرة: الآية ٢٢٨] فحملها مالك والشافعي على الإطهار وأبو حنيفة على الحيض لاشتراك اللفظ بين المعنيين. السبب العاشر: الاختلاف في حمل اللفظ على العموم أو الخصوص مثل قوله تعالى: ﴿وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ﴾ [النساء: الآية ٢٣] يحمل على الزوجات والمملوكات أو على الزوجات خاصة. السبب الحادي عشر: الاختلاف في حمل اللفظ على الحقيقة أو على المجاز. السبب الثاني عشر: الاختلاف هل في الكلام مضمر أم لا كقوله تعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ [البقرة: الآية ١٨٤] فعله الجمهور على إضمار (فأفطر) خلافًا للظاهرية. السبب الثالث عشر: الاختلاف هل الحكم منسوخ أم لا؟ وهذا أوجب كثيرًا من الخلاف. السبب الرابع عشر: الاختلاف في حمل الأمر على الوجوب أو على الندب، وهذا أيضًا أوجب كثيرًا من الخلاف. السبب الخامس عشر: الاختلاف في حمل النهي على التحريم أو على الكراهة. السبب السادس عشر: الاختلاف في فعل النبي ﷺ- هل يحمل على الوجوب أو على الندب أو الإباحة. كملت المقدمة المباركة بحمد اللَّه وحسن عونه، وصلى اللَّه على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه وسلم، والحمد للَّه رب العالمين

(١) الموطأ ٢/ ٤٣، صحيح البخاري ٩/ ٦٥٦ - ٦٥٧، صحيح مسلم ١٣/ ٨٢ - ٨٣.

1 / 203