سورة الفتح
بسم الله الرحمن الرحيم
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله) كيف يصح أن يستثنى في خبر بشر الرسول به وما فائدة ذلك؟ وجوابنا انه كان مع الرسول صلى الله عليه وسلم من المعلوم أنه يموت فلا يقع منه الدخول فلذلك استثنى وقد قيل ان الاستثناء متعلق بالامن فكأنه قال لتدخلن المسجد الحرام وأنتم آمنون إن شاء الله لأن الأمن في داخل المسجد الحرام قد يتغير وقد قيل الفائدة أنه علمنا كيف نخبر عن الأمور وأن نستثني في ذلك.
[مسألة]
وربما قيل في قوله من قبل (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) كيف يجوز فيما لم يقع من الذنب المتأخر أن يغفره؟ وجوابنا ان المراد ما تقدم من ذنبك قبل النبوة وما تأخر عنها وكلاهما مما يقع فيصح فيه الغفران فان قيل فما تعلق الغفران بالفتح حتى يقول تعالى فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله؟ وجوابنا انه لا يمتنع في الفتح ان يكون سببا في طاعات عظيمة مستقبلة تؤثر في غفران الذنب.
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم) ما الفائدة في هذا الكلام؟
صفحة ٣٩٣