تنوير المقباس من تفسير ابن عباس
الناشر
دار الكتب العلمية
مكان النشر
لبنان
﴿وَقَفَّيْنَا﴾ أتبعنا وأردفنا ﴿على آثَارِهِم بِعَيسَى ابْن مَرْيَمَ مُصَدِّقًا﴾ مُوَافقا ﴿لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاة﴾ بِالتَّوْحِيدِ وَبَعض الشَّرَائِع ﴿وَآتَيْنَاهُ﴾ أعطيناه ﴿الْإِنْجِيل فِيهِ﴾ فِي الْإِنْجِيل ﴿هُدًى﴾ من الضَّلَالَة ﴿وَنُورٌ﴾ بَيَان الرَّجْم ﴿وَمُصَدِّقًا﴾ مُوَافقا ﴿لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاة﴾ بِالتَّوْحِيدِ وَالرَّجم ﴿وَهُدًى﴾ من الضَّلَالَة ﴿وَمَوْعِظَةً﴾ نهيا ﴿لِّلْمُتَّقِينَ﴾ الْكفْر والشرك وَالْفَوَاحِش
﴿وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيل﴾ ولكي يبين أهل الْإِنْجِيل ﴿بِمَآ أَنزَلَ الله فِيهِ﴾ بِمَا بيَّن الله فِي الْإِنْجِيل من صفة مُحَمَّد ﷺ ونعته وَالرَّجم ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ الله﴾ يَقُول وَمن لم يبين مَا بيَّن الله فِي الْإِنْجِيل ﴿فَأُولَئِك هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ هم العاصون الْكَافِرُونَ
﴿وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الْكتاب﴾ جِبْرِيل بِالْكتاب يَعْنِي الْقُرْآن ﴿بِالْحَقِّ﴾ لبَيَان الْحق وَالْبَاطِل ﴿مُصَدِّقًا﴾ مُوَافقا بِالتَّوْحِيدِ وَبَعض الشَّرَائِع ﴿لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ لما قبله ﴿مِنَ الْكتاب﴾ يَعْنِي الْكتب ﴿وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ﴾ شَهِيدا على الْكتب كلهَا وَيُقَال على الرَّجْم وَيُقَال أَمينا على الْكتب ﴿فاحكم بَيْنَهُم﴾ بَين بني قُرَيْظَة وَالنضير وَأهل خَيْبَر ﴿بِمَآ أَنزَلَ الله﴾ بِمَا بيَّن الله لَك فِي الْقُرْآن ﴿وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ﴾ فِي الْجلد وَترك الرَّجْم ﴿عَمَّا جَآءَكَ مِنَ الْحق﴾ بعد مَا جَاءَك من الْبَيَان ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً﴾ لكل نَبِي مِنْكُم بيَّنا لَهُ شرعة ﴿وَمِنْهَاجًا﴾ فَرَائض وسننًا ﴿وَلَوْ شَآءَ الله لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ لجمعكم على شَرِيعَة وَاحِدَة ﴿وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ﴾ ليختبركم ﴿فِي مَآ آتَاكُم﴾ أَعْطَاكُم من الْكتاب وَالسّنَن والفرائض فَيَقُول أَنا فرضته عَلَيْكُم وَلَا يدْخل فِي قُلُوبكُمْ شَيْء من التَّوَهُّم ﴿فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ﴾ فسابقوا يَا أمة مُحَمَّد ﷺ الْأُمَم فِي السّنَن والفرائض والصالحات وَيُقَال بَادرُوا بالطاعات يَا أمة مُحَمَّد ﷺ ﴿إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا﴾ جَمِيع الْأُمَم ﴿فَيُنَبِّئُكُم﴾ فيخبركم ﴿بِمَا كُنتُمْ فِيهِ﴾ فِي الدّين والشرائع ﴿تختلفون﴾ تخالفون
﴿وَأَنِ احكم﴾ واحكم ﴿بَيْنَهُمْ﴾ بَين بني قُرَيْظَة وَالنضير وَأهل خَيْبَر ﴿بِمَآ أَنزَلَ الله﴾ بِمَا بيَّن الله فِي الْقُرْآن ﴿وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ﴾ بِالْجلدِ وَترك الرَّجْم ﴿واحذرهم﴾ وَلَا تَأْمَنهُمْ ﴿أَن يَفْتِنُوكَ﴾ لكَي لَا يصرفوك ﴿عَن بَعْضِ مَآ أَنزَلَ الله إِلَيْكَ﴾ فِي الْقُرْآن من الرَّجْم ﴿فَإِن تَوَلَّوْاْ﴾ عَن الرَّجْم وَعَما حكمت بَينهم من الْقصاص ﴿فَاعْلَم أَنَّمَا يُرِيدُ الله أَن يُصِيبَهُم﴾ أَن يعذبهم ﴿بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ﴾ بِكُل ذنوبهم ﴿وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاس﴾ من أهل الْكتاب ﴿لَفَاسِقُونَ﴾ لناقضون كافرون
﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّة يَبْغُونَ﴾ أفحكمهم فِي الْجَاهِلِيَّة يطْلبُونَ عنْدك فِي الْقُرْآن يَا مُحَمَّد ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ الله حُكْمًا﴾ قَضَاء ﴿لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ يصدقون بِالْقُرْآنِ
﴿يَا أَيُّهَا الَّذين آمَنُواْ﴾ بِمُحَمد وَالْقُرْآن ﴿لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُود وَالنَّصَارَى أَوْلِيَآءَ﴾ فِي العون والنصرة ﴿بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ﴾ يَقُول بَعضهم على دين بعض فِي السِّرّ وَالْعَلَانِيَة وَولي بعض ﴿وَمَن يَتَوَلَّهُمْ﴾ فِي العون والنصرة ﴿مِّنكُمْ﴾ يَا معشر الْمُؤمنِينَ ﴿فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾ فِي الْولَايَة وَلَيْسَ فِي أَمَانَة الله وَحفظه ﴿إِنَّ الله لاَ يَهْدِي﴾ لَا يرشد إِلَى دينه وحجته ﴿الْقَوْم الظَّالِمين﴾ الْيَهُود وَالنَّصَارَى
﴿فَتَرَى﴾ يَا مُحَمَّد ﴿الَّذين فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ﴾ شكّ ونفاق يَعْنِي عبد الله بن أبي وَأَصْحَابه
1 / 95