تنوير الغبش في فضل السودان والحبش
محقق
مرزوق علي إبراهيم
الناشر
دار الشريف
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٩هـ - ١٩٩٨م
مكان النشر
الرياض / السعودية
[﵁] وَقَالَ: الْحَمد لله الْملك القدوس السَّلَام الْمُؤمن الْمُهَيْمِن الْعَزِيز الْجَبَّار، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا اللَّهِ وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله، وَأَن الَّذِي بشر بِهِ عِيسَى بن مَرْيَم ﷺ، أما بعد ...
فَإِن رَسُول الله ﷺ َ - كتب إِلَيّ أَن أزَوجهُ أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان، فأجبت إِلَى مَا دَعَا إِلَيْهِ رَسُول اللَّهِ، وَقد أصدقهَا أَربع مائَة دِينَار، ثمَّ سكب الدَّنَانِير بَين يَدي الْقَوْم.
فَتكلم خَالِد بن سعيد فَقَالَ: الْحَمد للَّهِ، أَحْمَده وَأَسْتَعِينهُ وأستغفره، وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا اللَّهِ وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله أرْسلهُ بِالْهدى وَدين الْحق لِيظْهرهُ على الدّين كُله وَلَو كره الْمُشْركُونَ، أما بعد ... فقد أجبْت إِلَى مَا دَعَا إِلَيْهِ رَسُول اللَّهِ وَزَوجته أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان، فَبَارك الله لرَسُول اللَّهِ ﷺ َ -، وَدفع الدَّنَانِير لخَالِد بن سعيد فقبضها، ثمَّ أَرَادوا أَن يقومُوا فَقَالَ: اجلسوا فَإِن سنة الْأَنْبِيَاء إِذا تزوجوا أَن يُؤْكَل طَعَام على التَّزْوِيج، فدعي بِطَعَام فَأَكَلُوا، ثمَّ تفَرقُوا.
قَالَت أم حَبِيبَة: فَلَمَّا وصل إِلَيّ المَال أرْسلت إِلَى أَبْرَهَة الَّتِي بشرتني فَقلت لَهَا: إِنِّي كنت أَعطيتك مَا أَعطيتك يَوْمئِذٍ وَلَا مَال بيَدي، فَهَذِهِ خَمْسُونَ دِينَارا فخذيها واستعيني بهَا، فَأَبت وأخرجت حَقًا فِيهِ كل مَا
1 / 109