تنوير العقول لابن أبي نبهان تحقيق؟؟

ابن أبي نبهان الخروصي ت. 1263 هجري
68

تنوير العقول لابن أبي نبهان تحقيق؟؟

تصانيف

هو المعنى الأول من بيان علمه الذي تعبد به عباده أن يطيعوه بالعمل به ، قال الله (¬1) تعالى :" وهديناه النجدين " (¬2) . أي بينا لكل متعبد بعبادة الله طريق الطاعة ليسلكها ، وطريق المعصية ليتجنبها[20/أ] ، وقال تعالى : " وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى " (¬3) . أي هدي البيان فالمعنى المراد : أي بينا لهم طريق علم الطاعة ليعملوا به ، و[علم] (¬4) طريق المعصية [34/ج] ليتجنبوها ، فاستحبوا العمل بطريق المعصية لله تعالى ولرسوله الذي أرسله إليهم .

والمعنى الثاني من هذا هو التوفيق[40/ب] للعمل بالهدى حتى يرضى الله تعالى عن العبد ، ويرضى العبد عن ربه ، وهو هدي السعادة الأبدية ، وقوله " اهدنا الصراط المستقيم " (¬5) ، فالمراد بهدي البيان فهداه في كل أمر بعينه ، وهدي التوفيق للعمل به ، وهدي التثبت عليه حتى يرضى الله عنه ، ويرضى العبد عن الله تعالى فاعرف ذلك .

فصل

اعلم أنا قد ذكرنا في أول فصول الجزء الأول نقلا عن القوم (¬6) أن الحكم على ثلاثة وجوه : عقلي وشرعي وعادي ، وقد ذكرنا من بيان العادي في ذلك الجزء ما فيه كفاية عن إعادته ، وكذلك الحكم العقلي ، وسنذكر في هذا الجزء بإيجاز منه لمعرفة تعداد القواعد والأصول والأقسام الميزانية ، ونأتي بعد ذلك ببيان الحكم الشرعي وقواعده وأصوله وأقسامه وبالله التوفيق .

[منظومة في أقسام العلم الديني]

فصل

في تقسيم العلم الديني : وقد نظمت ذلك في عشرين بيتا تسهيلا لحفظ الطالب :

الحكم عادي وعقلي شرعي ... والشرع دين ثم رأي فرعي

عقلي منه واجب وممكن ... ومستحيل دائما لا يمكن

¬__________

(¬1) سقط لفظ الجلالة في ب.

(¬2) سورة البلد : 10 .

(¬3) سورة فصلت : 17 .

(¬4) سقط في أ و ب .

(¬5) سورة الفاتحة : 6 .

(¬6) يقصد بمصطلح القوم هنا : المذاهب الأخرى ، وهي كلمة يطلقها الإباضية على مخالفيهم من المذاهب الأخرى .

صفحة ٦٨