تنوير العقول لابن أبي نبهان تحقيق؟؟

ابن أبي نبهان الخروصي ت. 1263 هجري
64

تنوير العقول لابن أبي نبهان تحقيق؟؟

تصانيف

والصحيح أن الدين الذي جاءت به السنة لابد وأن يكون عن إجماع المحقين أنه عنه - صلى الله عليه وسلم - من الصحابة ، أو من علماء الفرقة المحقة ، ولا تجتمع الأمة على ضلال ، فلا بد من فرقة محقة وهي التي لم (¬1) تقم الصحة على ضلالهم في شيء ، وإلا صار دين الله غير لازم للعباد ؛ لأن فرق الضلال ليست حجة على أحد من العباد ، إذ لا يعرف الفرق بين حقهم وضلالهم فيما لا تقوم الحجة بمعرفته إلا بالسماع ولا يؤمنون على الضلال بما [35/ب]يقولونه من ذلك فيبقى غير لازم العمل بشيء من دين الله غير العمل بما في الأربعة الأحرف لا غير ، وهذا مما يشاهد العقل بطلانه .

فالدين الذي جاءت به السنة مما لا تقوم بمعرفته إلا بالسماع ، إنما كان دينا عن إجماع من أهل الحجة [30/ج] أنه كذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولذلك كان إجماع المحقين على حكم في شيء على وجه العدل حجة ، ويكون دينا إذ لو كان إجماعهم في ذلك لا يكون دينا لم يكن إجماعهم حجة ، وإذا لم يكن إجماعهم حجة لم يكن إجماعهم أن حكم هذا الأمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأنه حكم (¬2) به على التحريم ، أو على الوجوب ، أو على الكراهية (¬3) ، أو على الندب ، أو على أنه وسيلة ، أو على الإباحة ، أو على أنه حلال أو حرام بالدينونة ، لم يبق لله دين يلزم العباد العمل به ، ويكون العقاب إن تركوا واجبه فيما أجمعوا عليه أنه أوجبه - صلى الله عليه وسلم - ، ولا تحريم شيء يكون عليهم العقاب فيما أجمعوا عليه أنه حرمه فهو حرام في الدين ، وبطل التعبد بما لا تقوم الحجة بمعرفته من دين الله إلا (¬4) بالسماع ، فافهم ذلك فإني لو شرحت لك فصلا من دين الله دخل فيه شرح جميع الدين ، ولا ينقطع شرح ذلك مع شرحه إلى يوم الحشر وبالله التوفيق .

[الدين الذي لا تقوم به الحجة إلا بالسماع]

¬__________

(¬1) في ب لا.

(¬2) في أ أحكم.

(¬3) في أ الكرهة وهو تصحيف.

(¬4) في ب إنه.

صفحة ٦٤