تنوير العقول لابن أبي نبهان تحقيق؟؟

ابن أبي نبهان الخروصي ت. 1263 هجري
42

تنوير العقول لابن أبي نبهان تحقيق؟؟

تصانيف

إذ الحق أن من خالف الله على وجه لا يسعه مستحلا من أهل فرق الضلال ، أو منتهكا لما يدين بتحريمه من الحق[12/ب] من أهل الفرقة المحقة على وجه لا يسعه ، حتى ماتا ، فكل منهما هو من أهل الخلاف لدين الله تعالى لا يختص لفظه هذا من كان من أهل فرق الضلال ، ولا فيه[ وجه] (¬1) بيان هل له وجه من السلامة ، فلم يأت بصيغة كلامه على ما يتوجه إليه المعنى الذي قصده ، وأقول في ذلك أن الدين هو نور عظيم ، وله نور عظيم ينظر به كالشمس ، والله أكرم وأعز من أن يتعبد عباده بدين لا سبيل إلى معرفته لكل طالب عالم عارف بصير .

وإذا ضل أهل موضع وجب تعليم العلم اللازم أداء واجبه على أهل الاستطاعة بذلك ، وهو فرض كفاية إن قام به البعض سقط عن الباقين ، ويأبى الله تعالى أن يتعبد عباده بدين ويرسل بمعرفته [11/ج]رسله ويخالفه فيه عباده [ فيكون هو الدين ويبطل دين الله الذي تعبد به عباده ] (¬2) ، فلو كان كذلك لما احتاجت العبادة إلى بيانها[ إرسال الرسل] (¬3) فهو أوضح من الشمس في كبد السماء ، وهو كما ضربت فيه المثل في الصبيين ، ويمكن أن يراه كل من كان عالما من كان من أهل الضلال كابن الجاهل ، ومن أهل الفرقة المحقة كابن العالم بمشاهدة العقل وبعد السماع ، بأشرق (¬4) من نور الذكاء (¬5) في يوم صحو لا غيم فيه في كبد السماء ، ولولا هو كذلك ما قامت به الحجة على العباد ، والحق الذي نظراه الصبيان هو جزء من الحق وما نظراه إلا أنه نور ولنوره[13/ب] نورا أيضا يهتدي به ، وبذلك (¬6) النور نظرا نوره .

¬__________

(¬1) سقط في ب و ج .

(¬2) سقط في ب.

(¬3) في ب إرسالا لرسول.

(¬4) في ب بالشرق.

(¬5) يراد بها الشمس .

(¬6) في ب ولذلك .

صفحة ٤٢