246

والوجه الثاني : أن هذه الحروف متولدة عن هذه الحركات ، إذ هي فروع والحركات أصول ، فيستغنى بأصولهن عنهن ، لأن الألف متولد ومتفرع عن الفتحة والياء متولدة ومتفرعة(¬1)عن الكسرة ، والواو متولدة ومتفرعة(¬2)عن الضمة .

والوجه الثالث : أن هذه الحروف الثلاثة أكثر سائر الحروف في القرآن ، والمقصود بالحذف التخفيف والاختصار ، فلو أثبتت هذه الحروف في المصحف لكان المصحف كله ألفات وياءات وواوات .

قالوا(¬3): وعدد ألفات القرآن على قراءة نافع ، ثمانية وأربعون ألفا وسبع مائة وأربعون ألفا ، وعدد الياءات خمسة وعشرون ألفا وتسعمائة وتسع ياءات ، وعدد الواوات خمسة وعشرون ألفا وخمسمائة وست واوات . فلو أثبتت هذه الحروف كلها في المصحف لكان المصحف كله ألفات وياءات وواوات .

وأما أقسام الحذف عند أهل الرسم ، فهي أربعة أقسام :

حذف اختصار ، وحذف اقتصار ، وحذف إشارة ، وحذف اقتصار وإشارة .

فأما(¬4)حذف اختصار ، فمعناه : ما حذف منه الألف حيث ما ورد للاختصار والتخفيف كجموع السلامة وغيرها(¬5).

وأما حذف اقتصار ، فمعناه : ما حذف منه الألف في بعض المواضع دون بعض ك { الميعد } في الأنفال(¬6)و{ الكفر } في الرعد(¬7).

صفحة ٣٠٩