135

وأصل اضطرب : "اضترب" بالتاء ، ثم أبدلت التاء طاء ، وعلة هذا البدل هي التباعد الذي بين الضاد والتاء ؛ لأن الضاد حرف مطبق مستعل ، والتاء حرف منفتح مستفل ، فأبدلت التاء طاء ، لأن الطاء يشارك التاء في المخرج والإهمال ، ويشارك الضاد في الاستعلاء والإطباق(¬1)، ولأجل هذا أبدلت التاء طاء ليتجانس الكلام ويتشاكل .

قوله : (( وكان فيما قد رءا صواب )) يصح أن تكون (( كان )) تامة لا تحتاج إلى خبر ، فهي بمعنى الوقوع والحصول ، تقديره : ووقع وحصل الصواب فيما رآه ، ويصح أن تكون ناقصة تحتاج إلى خبر ، واسمها صواب ، وخبرها فيما قد رءا ، تقديره : وكان الصواب ثابتا أو مستقرا فيما قد رآه عثمان ، وهذان التقديران صحيحان - أيضا - في قوله أول البيت : (( ولا يكون )) .

الإعراب : قوله : (( ولا يكون )) تقدم إعرابه بوجهين ، وهما إما معطوف ، وإما مستأنف ، وفي معناه - [ أيضا ](¬2)- وجهان : إما ناقصة ، وإما تامة ، قوله : (( بعده )) ، إذا جعلنا (( يكون )) ناقصة ، فالعامل في الظرف هو محذوف ، تقديره : ولا يكون اضطراب ثابتا أو مستقرا بعده ، وإذا جعلناها تامة ، فالعامل في الظرف هو (( يكون )) بعينه ، تقديره : ولا يقع أو لا يحصل بعده اضطراب ، وقوله : (( وكان فيما قد رءا صواب )) تقدم فيه إعرابان ومعنيان . ثم قال :

صفحة ١٩٥