109

[ 9] وبعده جرده الإمام **** في مصحف ليقتدي الأنام

لما ذكر الناظم الجمع الأول وهو جمع أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - ، أراد أن يذكر الجمع الثاني وهو جمع عثمان[ بن عفان](¬1) - رضي الله عنه - واسمه عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ، وكنيته أبو عمر ، وقيل أبو عبد الله ، واجتمع مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في عبد مناف ، وولي الخلافة بعد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بإجماع الصحابة واجتهادهم - رضي الله عنهم - ، ومدة خلافته اثنا عشر سنة ، وعمره(¬2)ثمانون سنة ، وقيل اثنتان وثمانون سنة ، وقيل أربع وثمانون ، وقيل ست وثمانون سنة ، وقيل ثمانية وثمانون . ولقبه النبي - عليه السلام - ب "ذي النورين" ، لأنه تزوج بنتي النبي - عليه السلام - وهو المراد بقول الناظم : (( الإمام )) .

والإمامة على قسمين : إمامة كبرى ، وهي إمامة الخلافة ، وإمامة صغرى ، وهي إمامة الصلاة ، والإمامتان مجتمعتان في عثمان - رضي الله عنه - .

والإمامة لغة : كل ما يقتدى به ، ولذلك سمي إبراهيم - عليه السلام - إماما في قوله تعالى : { إني جاعلك للناس إماما }(¬3)، أي يقتدى بك .

وسمي الكتاب إماما ؛ لأنه يقتدى بما فيه ، قال تعالى : { يوم ندعوا كل أناس بإمامهم }(¬4)، أي بكتابهم الذي جمعت فيه أعمالهم .

وسمي اللوح المحفوظ إماما ؛ لأنه يقتدى بما فيه ، قال تعالى : { وكل شيء أحصيناه في إمام مبين }(¬5)، وهو اللوح المحفوظ .

وسمي الطريق إماما ، لأنه يقتدى به ، قال تعالى : { وإنهما لبإمام مبين }(¬6)، أي بطريق واضح .

صفحة ١٦٨