كتاب التنبيه على أوهام أبي علي في أماليه

أبو عبيد البكري ت. 487 هجري
83

كتاب التنبيه على أوهام أبي علي في أماليه

محقق

دار الكتب والوثائق القومية - مركز تحقيق التراث

الناشر

مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة

رقم الإصدار

الثانية ٢٠٠٠

ألاَ تَفْهَمِينَ الخُبْر أن لَسْتُ لاقِيًا ... أخِي إذا أتَى من دون أكفانِه القَبْرُ وكنتُ إذا يَنْأَى به بَيْنُ ليلةٍ ... يَظَلُّ على الأحشاء مِنْ بَيْنِه الْجَمْرُ فهذا لِبَيْنٍ قد عَلِمْنا إيابَه ... فكيف لِبَيْن كان مَوْعدَهُ الحَشْرُ وهَوَّن وَجْدِي أنَّنِي سوف أَغْتَدِى ... على إثْره يوما وإن نُفِّسَ العُمْرُ فلا يُبْعِدَنْك الُله إمَّا تَرَكْتَنا ... حَمِيدًا وأَوْدَى بَعْدَك المَجْدُ والفَخْرُ فَتًى كان يُعْطِي السَّيْفَ في الرَّوْع حَقَّهإذا ثَوَّبَ الداعِي وتَشْقَى به الْجُزْرُ فَتًى كان يُدْيِنه الغِنَى من صديقه ... إذا ما هو اسْتَغْنَى ويُبْعِدُه الفَقْرُ فَتًى لا يَعُدُّ المالَ رَبًّا ولا تُرَى ... له جَفْوَةٌ إن نالَ مَالًا ولا كِبْرُ فَنِغْمَ مُناخُ الضَّيْف كان إذا سَرَتْ ... شَمالٌ وأَمْسَتْ لا يُعَرِّجُها سِتْرُ ومَأْوَى اليتامى الممحِلِين إذا اْنَتُهْوا ... إلى بابه سَغْبَى وقد قَحَّط القَطْرُ الصحيح أن أخا الشاعر لأمه المؤبن بهذا الشعر، هو مسلمة بن مغراء. وقد خلط أبو علي ﵀ في هذا الشعر، فأدخل فيها أبياتًا من قصيدة الأبيرد المشهورة التي يرثي بها أخاه بريدًا؛ وهي من قوله: فَتًى كان يُعْطِي السيفَ في الرَّوْعِ حَقَّهُ...................... إلى آخرها وروى بعض الرواة أن خنساء باتت ليلة تنشد بيتين من أول هذا الشعر ترددهما وتبكي أخاها صخرًا وذلك بعد الإسلام؛ وهما:

1 / 97