هذا وهم وسهو من أبي علي ﵀ والبيت لامرئ القيس؛ وإنما هو:
كَمَعْمَعْةٍ السَّعَفِ المُوقَدِ
وقبله:
وأَعْدَدْتُ للحرب وَثَّابَةً ... جَوَادَ المَحَثَّةِ والمِرْوَدِ
جَمُوحًا مَرُوحًا................................
وإنما لبس على أبي علي ﵀ وأوهمه قول كعب بن مالك يوم الخندق:
مَنْ سَرَّهُ ضَرْبٌ يُرَعْبِلُ بَعضُه ... بَعضًا كَمَعْمَعَةِ الأباءِ المُحْرَقِ
فلْيأتِ مأسَدَةً تُسَنُّ سُيُوفُها ... بين المزَادِ وبينَ جَزْعِ الخَنْدَقِ
نَصِلُ السيوفَ إذا قَصُرْنَ بخَطوِنَا ... قَدَمًا ونُلْحِقُها إذا لم تَلْحَقِ
والعرب تشبه حفيف عدو الفرس الجواد باضطرام النار؛ كما قال طفيل:
كأنّ على أعطافِه ثوبَ مائحٍ ... وإن يُلْقَ كلبٌ بينَ لْحَيَيِه يَذهَبِ
كأن على أعرافِه ولجامِه ... سَنا ضَرَمٍ من عَرْفَجٍ مُتَلَهِّبِ
وقال أوس بن حجر:
إذا اجتهدَا شدًاّ حَسِبتَ عليهما ... عَرِيشًا عَلَتْه النارُ فهو يُحَرَّق
العريش: ظلة من ثمام أو غيره. شبَّه حفيفها في عدوهما بحفيف ظلة قد اشتعلت فيها النار؛ وقال أُسامة الهذلي في مثله: