جوَّاس بن سلمة بن المنذر بن المضرِّب، وهذا مما التبس حفظه على أبي علي ﵀ وقوله: وكفَّنت وحدي، أي بكوني غريبا لا اجدُ معينا. ومنذر ابنه، وحوط أخوه. وقوله: بردائه، أي لا يجد سواه، وهذا يحقق الغربة. وشبيه بهذا قول امرئ القيس:
فإمّا تَرَيْنِي في رِحالَةِ جَابرٍ ... على حَرَجٍ كالقَرِّ تَخفِقُ أكفانِي
يريد ثيابه التي أيقن أنه سيُكفن فيها حين سُمَّ وليس يجد سواها؛ وإنما قال: من أعاديّ، ولم يقل: من أعاديه، لتكون الفجيعة أعظم، والمصيبة أكثر.
* * * وفي " ص ١٨٥ س ٥ و٦ " وأنشد أبو علي ﵀ لأعرابي:
وفي الجِيرَة الغَادِينَ مِنْ بَطْن وَجْرَةٍ ... غَزَالٌ أَحَمُّ المُقْلتَيْن رَبِيبُ
فلا تَحْسَبِي أنّ الغريبَ الذي نَأَى ... ولكنَّ مَنْ تَنْأَيْنَ عنه غَرِيبُ
هذا مما قدمناه أن أبا علي ﵀ إذا جهل قائل الشعر نسبه إلى أعرابي. وهذا الشعر لشاعر إسلامي حضريً مدنيً، غُذي بماء العقيق لم يدخل بادية قط، وهو الأحوص بن محمد الأنصاري ﵁ وكذلك الشعر الذي أنشد بعده لأعرابي وهو:
هَجرتُكِ أيَّامًا بذِي الغَمْرِ إنَّنِي ... على هَجْرِ أيَّام بذِي الغَمْرِ نادِمُ
وإنّي وذاكِ الهَجْرَ لو تَعْلَمِيَنُه ... كعازِبَةٍ عن طِفلها وهْيَ رائمُ
يروى للأحوص أيضا.
* * * وفي " ص ١٨٥ س ١٧ " قال أبو علي ﵀: اجتمع خمس جوارٍ من العرب فقلن: هلممن فلننعت خيل آبائنا؛ وذكر حديثهنّ إلى قول إحداهنّ: جريها انثرار، وتقريبها انكدار؛ وفسره
1 / 58