عليه من تفضل 1 الله عليهم بذلك منا منه ورحمة، علمت هذا الكتاب وترجمته:
* (كتاب التمحيص) * واشتققت ترجمته من معناه، وذكرت فيه وجوه الاختيار 2 من الله جل ثناؤه لعباده المؤمنين، وتمحيصه عن أوليائه الموحدين.
وأضفت إليه ما جانسه، وضممت إليه ما شاكله من الصبر، والرضا، و الزهد فيما يفنى 3 لتكمل الفائدة، ويعم النفع فيكون ذلك درسا لعالمينا، وفائدة لمتعلمينا، ومقويا يقين من ضعف يقينه منا، ومسليا عن حطام الدنيا، ومبشرا بسرور الأخرى، وكاشفا عمن اتصل غمه، وملكه همه ليرجع إلى ربه، ويثق بوعد إمامه 4، فيكمل الله أجره، ويجزل ذخره.
فمن نظر فيه من إخواننا - كثرهم الله وحرسهم - ورأي فيه خللا أصلحه، أو نقصا تممه متوخيا 5 بذلك جزيل الثواب في وقت الاياب إنشاء الله، وبه الثقة، وعليه توكلت، وهو حسبي ونعم الوكيل.
صفحة ٢٩