التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان
محقق
د. محمود يوسف زايد
الناشر
دار الثقافة-الدوحة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٥
مكان النشر
قطر
٣٥ - ذكر بعث إِبْنِ السَّوْدَاء دعاته فِي الْبِلَاد
عَن عَطِيَّة عَن يزِيد الفقعسي قَالَ كَانَ ابْن سبأ الْمَعْرُوف بِابْن السَّوْدَاء يَهُودِيّا من أهل صنعاء أمه سَوْدَاء فَأسلم زمَان عُثْمَان بن عَفَّان رض = ثمَّ تنقل فِي بلدان الْمُسلمين يحاول ضلالتهم فَبَدَأَ بالحجاز ثمَّ الْبَصْرَة ثمَّ الْكُوفَة ثمَّ الشَّام فَلم يقدر على مَا يُرِيد عِنْد أحد من أهل الشَّام فأخرجوه حَتَّى أَتَى مصر فَاعْتَمَرَ فيهم وَقَالَ لَهُم فِيمَا كَانَ يَقُول الْعجب مِمَّن يزْعم أَن عِيسَى يرجع ويكذب بِأَن مُحَمَّدًا يرجع وَقد قَالَ الله عزوجل ﴿إِن الَّذِي فرض عَلَيْك الْقُرْآن لرادك إِلَى معاد﴾ الْقَصَص ٨٥ فمحمد ﷺ أَحَق بِالرُّجُوعِ من عِيسَى ﵇ قَالَ فَقبل ذَلِك مِنْهُ وَوضع لَهُم الرّجْعَة فتكلموا فِيهَا ثمَّ قَالَ لَهُم بعد ذَلِك إِنَّه كَانَ ألف نَبِي وَلكُل نَبِي وَصِيّ وَكَانَ عَليّ رض = وَصِيّ مُحَمَّد ﷺ ثمَّ قَالَ مُحَمَّد خَاتم النَّبِيين وعَلى خَاتم الأوصياء ثمَّ قَالَ بعد ذَلِك من أظلم مِمَّن لم يجز وَصِيَّة رَسُول الله ﷺ ووثب على وَصِيّ رَسُول الله ﷺ ثمَّ تنَاول الْأمة ثمَّ قَالَ لَهُم بعد ذَلِك إِن عُثْمَان قد أَخذهَا بِغَيْر حَقّهَا وَهَذَا وَصِيّ رَسُول الله ﷺ فانهضوا فِي هَذَا الْأَمر فحركوه وابداوا بالطعن على أمرائكم وأظهروا الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر تستميلوا النَّاس وَادعوا إِلَى هَذَا الْأَمر وَبث دعاته وَكَاتب من كَانَ أستفسد فِي الْأَمْصَار وكاتبوه ودعوا فِي السِّرّ إِلَى مَا عَلَيْهِ رَأْيهمْ وأظهروا الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَجعلُوا يَكْتُبُونَ إِلَى الْأَمْصَار بكتب يضعونها فِي عُيُوب ولاتهم ويكاتبهم وإخوانهم بِمثل ذَلِك فَكتب اهل كل مصر مِنْهُم إِلَى أهل مصر أخر بِمَا يضعون فيقرأوه أُولَئِكَ فِي أمصارهم وَهَؤُلَاء فِي أمصارهم حَتَّى تناولوا بذلك الْمَدِينَة وأوسعوا الأَرْض
1 / 96