تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل

أبو بكر الباقلاني ت. 403 هجري
93

تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل

محقق

عماد الدين أحمد حيدر

الناشر

مؤسسة الكتب الثقافية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م

مكان النشر

لبنان

جَامِعَة لَهُ فَيكون أقنوما من أقانيمها فَلَا يَجدونَ لذَلِك مدفعا مَسْأَلَة فِي الِاتِّحَاد وَيُقَال لَهُم كَيفَ اتّحدت الْكَلِمَة الَّتِي هِيَ الابْن بجسد الْمَسِيح دون الْأَب وَالروح مَعَ قَوْلكُم بِأَنَّهُ غير مباين لَهما وَلَا مُنْفَصِل عَنْهُمَا وَإِن جَازَ ذَلِك فَمَا أنكرتم من أَن يكون المَاء الممازج للخمر الْمُخْتَلط بِهِ مشروبا دون الْخمر أَو الْخمر مشروبا دون المَاء وَإِن كَانَا غير منفصلين وَلَا متباينين وَإِذا اسْتَحَالَ هَذَا عنْدكُمْ وَجب أَن يكون شَارِب الْخمر الممتزج بِالْمَاءِ شاربا للخمر وَالْمَاء إِذا كَانَا غير منفصلين وَلَا متباينين فَمَا أنكرتم من أَن يجب إِذا كَانَ الابْن متحدا وَهُوَ غير مُنْفَصِل من الرّوح وَالْأَب وَلَا مباين لَهما أَن يكون الْأَب وَالروح متحدين بِهِ كَمَا أَن الابْن مُتحد بِهِ فَإِن قَالُوا إِن الْكَلِمَة إِنَّمَا اتّحدت بالإنسان الْكُلِّي فِي الجزئي الَّذِي وَلدته مَرْيَم ﵉ قيل لَهُم فَيجب أَيْضا أَن يكون الْأَب وَالروح متحدين بالكلي فِي الجزئي الَّذِي وَلدته مَرْيَم لأننا لسنا نقصد بِهَذَا السُّؤَال الْكَلَام فِي الْإِنْسَان الَّذِي اتّحدت بِهِ الْكَلِمَة وَهل هُوَ جزئي أَو كلي أَو اتِّحَاد بالكلي فِي الجزئي الَّذِي وَلدته مَرْيَم وَإِنَّمَا الْكَلَام فِي كَيفَ يُمكن أَن يكون الابْن متحدا بِمَا اتَّحد بِهِ كلي أَو جزئي دون الْأَب وَالروح وَهُوَ غير مباين لَهما وَلَا مُنْفَصِل عَنْهُمَا فأجيبوا عَن هَذَا إِن كُنْتُم قَادِرين

1 / 115