تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل

أبو بكر الباقلاني ت. 403 هجري
72

تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل

محقق

عماد الدين أحمد حيدر

الناشر

مؤسسة الكتب الثقافية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م

مكان النشر

لبنان

لَا تَخْلُو من أَن تكون جَوَاهِر وأعراضا وَقد اتفقنا على أَن الْقَدِيم لَيْسَ بِعرْض فَوَجَبَ أَن يكون جوهرا أَو قَالُوا الدَّلِيل على ذَلِك أَنا وجدنَا الْأَشْيَاء كلهَا لَا تخرج عَن قسمَيْنِ إِمَّا قَائِم بِنَفسِهِ أَو قَائِم بِغَيْرِهِ والقائم بِغَيْرِهِ هُوَ الْعرض والقائم بِنَفسِهِ هُوَ الْجَوْهَر فَلَمَّا فسد من قَوْلنَا وقولكم أَن يكون قَائِما بِغَيْرِهِ وَأَن يكون عرضا ثَبت أَنه قَائِم بِنَفسِهِ وَأَنه جَوْهَر من الْجَوَاهِر أَو قَالُوا الدَّلِيل على ذَلِك أَنا وجدنَا الْأَشْيَاء كلهَا على ضَرْبَيْنِ فَضرب مِنْهَا يَصح مِنْهُ الْأَفْعَال وَهُوَ الْجَوْهَر وَضرب تتعذر وتمتنع مِنْهُ الْأَفْعَال وَهُوَ الْعرض فَلَمَّا ثَبت أَن الْقَدِيم فَاعل وَمِمَّنْ تَأتي مِنْهُ الْأَفْعَال ثَبت أَنه جَوْهَر أَو قَالُوا الدَّلِيل على ذَلِك أَنا وجدنَا الْأَشْيَاء على ضَرْبَيْنِ شرِيف وَهُوَ الْجَوْهَر الْقَائِم بِنَفسِهِ المستغني فِي الْوُجُود عَن غَيره وخسيس قَائِم بِغَيْرِهِ ومحتاج إِلَيْهِ وَهُوَ الْعرض فَلَمَّا لم يجز أَن يكون الْقَدِيم من قبيل الخسيس ثَبت أَنه شرِيف وَأَنه قَائِم بِنَفسِهِ

1 / 94