تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل
محقق
عماد الدين أحمد حيدر
الناشر
مؤسسة الكتب الثقافية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م
مكان النشر
لبنان
والبلسان فِي الْقدح وَالْمَكَان الْمعِين من جنس كَون المَاء فِيهِ وَكَذَلِكَ كَون الْجَمْرَة فِي الْمَكَان من جنس كَون قِطْعَة الثَّلج فِيهِ وَإِذا ثَبت ذَلِك وَجب أَن يكون كَون كل كَوْكَب فِي برج من هَذِه البروج مُوجبا لمثل مَا أوجبه كَون غَيره فِيهِ لِأَن الشَّيْئَيْنِ المتماثلين يجب أَن يكون تأثيرهما والموجب عَنْهُمَا وَاحِدًا أَلا ترى أَنه لما كَانَ كَون الْقَمَر فِي برج الْحمل من جنس كَون الشَّمْس فِيهِ وَجب أَن يصير كل وَاحِد من الكونين فِي تِلْكَ الْمُحَاذَاة وَذَلِكَ البرج بِعَيْنِه فَكَذَلِك يجب أَن يكون سَائِر مُوجبَات الكونين وَاحِدًا وَكَذَلِكَ السوادان المتماثلان يجب أَن يكون تأثيرهما فِي الْمحل والمنظر تَأْثِيرا وَاحِدًا وَلَا يجوز أَن يكون أَحدهمَا مسودا وَالْآخر مبيضا
وَكَذَلِكَ الحرارتان والبرودتان لَا يجوز أَن تكون إِحْدَاهمَا مسخنة وَالْأُخْرَى مبردة
فَإِذا كَانَ ذَلِك كَذَلِك وَجب أَن يكون تَأْثِير الشَّمْس إِذا كَانَت فِي برج الْحمل هُوَ تَأْثِير المريخ وزحل إِذا كَانَا فِيهِ وَأَن يكون كوننا نَحن فِي ذَلِك البرج لَو وجدنَا فِيهِ أَو بعض الْحِجَارَة مُوجبا من التَّأْثِير مثل الْمُوجب عَن كَون الشَّمْس فِيهِ وَإِن لم يَصح وجود نجم من هَذِه الطوالع فِي مَكَان الآخر وفلكه وَجب أَن يُؤثر كَون الشَّمْس فِي البرج والدقيقة فِي الدرجَة إِذا كَانَت مُقَارنَة لزحل أَو مُقَابلَة لبَعض الطوالع مَا تؤثره إِذا لم تكن تِلْكَ فِي الْمُقَابلَة والمقارنة وَفِي إِجْمَاعهم على بطلَان ذَلِك دَلِيل على أَن هَذِه التأثيرات لَا يجوز أَن تكون وَاجِبَة عَن ذَوَات هَذِه الأفلاك وَلَا
1 / 73