14

تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل

محقق

عماد الدين أحمد حيدر

الناشر

مؤسسة الكتب الثقافية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م

مكان النشر

لبنان

هُوَ مَقْدُور وَيُمكن أَن يكون وَيُمكن أَن لَا يكون وَلَا يدرى هَل يكون أم لَا يكون نَحْو مَا يقدر الله تَعَالَى عَلَيْهِ مِمَّا لَا نعلم أيفعله أم لَا يَفْعَله نَحْو تَحْرِيك السَّاكِن من الْأَجْسَام وتسكين المتحرك مِنْهَا وأمثال ذَلِك
بَاب الْكَلَام فِي الموجودات
والموجودات كلهَا على ضَرْبَيْنِ قديم وَلم يزل ومحدث لوُجُوده أول
فالقديم هُوَ الْمُتَقَدّم فِي الْوُجُود على غَيره وَقد يكون لم يزل وَقد يكون مستفتح الْوُجُود دَلِيل ذَلِك قَوْلهم بِنَاء قديم يعنون أَنه الْمَوْجُود قبل الْحَادِث بعده وَقد يكون الْمُتَقَدّم بِوُجُودِهِ على مَا حدث بعده مُتَقَدما إِلَى غَايَة وَهُوَ الْمُحدث الْمُؤَقت الْمَوْجُود
وَقد يكون مُتَقَدما إِلَى غير غَايَة وَهُوَ الْقَدِيم جلّ ذكره وصفات ذَاته لِأَنَّهُ لَو كَانَ مُتَقَدما إِلَى غَايَة يؤقت بهَا فَقَالَ إِنَّه قبل الْعَالم بعام أَو مائَة ألف عَام لأفاد تَوْقِيت وجوده أَنه مَعْدُوم قبل ذَلِك الْوَقْت وَالله يتعالى عَن ذَلِك

1 / 36