تلوين الخطاب لابن كمال باشا دراسة وتحقيق
الناشر
الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة ٣٣
سنة النشر
العدد (١١٣) ١٤٢١هـ
«ومبنى ما ذكره أوّلًا وآخرًا، الغفول عن أصل في هذا الباب، ذكره الإمام المرزوقي في شرح الحماسة، وصاحب المغرّب، وغيرهما، وهو: أنّ أفعل التفضيل إذا وقع خبرًا تحذف عنه أداة التفضيل قياسًا، ومنه: الله أكبر وقول الشاعر:
دَعَائِمُهُ أَعَزُّ وَأَطْوَلُ
فكلمة (من) في أمثال ما ذكر متعلقة بما يتضمنه اسم التفضيل"١.
٧- وانتقد السيد الشريف في فهم قول السكّاكي: "قد يختص مواقعه بلطائف"٢ أي مواقع الالتفات، حيث فهم السيد الشريف أن (قد) هنا معناها التقليل، ولذا ردّ عليه المؤلف هذا الفهم، داعمًا ردّه بالشواهد، فقال: "لفظة (قد) تستعار للتكثير، كما في قوله تعالى: ﴿قدْ نرَى تقلُّبَ وجْهِكِ في السِّماءِ﴾ ٣ وقول الشاعر:
قَدْ أَتْرُكُ مُصْفَرًاّ أَنَامِلُهُ كَأَنَّ أَثْوَابَهُ مُجَّتْ بِفِرْصَادِ
والشارح الفاضل لغفوله عن استعارة (قد) للتكثير في أمثال هذا المقام، قال في شرحه: ولفظة (قد) إشارة إلى أن الفائدة العامة كافية لحسن الالتفات في مواقعها كلها، لكن ربّما اشتمل بعضها على فائدة أخرى، فيزداد حسنه فيه"٤.
_________
١ النصّ المحقق: ٨٨-٨٩ تخريج البيت الشعري وتوثيق كلام المرزوقي وصاحب المغرّب فيه أيضًا.
٢ مفتاح العلوم: ٢٠٠.
٣ سورة البقرة آية ١٤٤.
٤ النصّ المحقق: ٨٩- ٩٠. وانظر تخريج البيت فيه أيضا.
1 / 321