مقامات، وأحوال ومكاشفات، وجبّانتها عليها [بهجة و] وضاءة، تقصدها الزوّار من كلّ الأقطار، استفاض أنّه رؤى النبىّ ﷺ [بها] وقال:
إنّها تقدّست بابنى عبد الرّحيم (^١).
وبها مدرستان وحمّامان، وأبنية مرتفعة البناء، واسعة الفناء، وبها ربط (^٢)، منها رباط الشيخ أبى الحسن (^٣) [بن الصبّاغ ورباط الشيخ الحسن]، ورباط الشيخ أبى يحيى بن شافع (^٤)، ورباط الشيخ إبراهيم (^٥) بن أبى الدّنيا وغير ذلك، وكان بها أولاد ابن أبى المنا: أهل صدقات وعطايا، وفيهم أهل علم وأدب.
وهى عشّ الصالحين، ومأوى العارفين، وكان بها الشيخ ضياء الدّين
_________
(^١) هو عبد الرحيم بن أحمد بن حجون، وستأتى ترجمته فى الطالع.
(^٢) الربط جمع رباط، وهو من الخيل: الخمس فما فوقها، والرباط والمرابطة: ملازمة ثغر العدو، والرباط أيضا: المواظبة على الأمر، وقوله تعالى: «وصابروا ورابطوا» قيل معناه: جاهدوا، وقيل:
واظبوا على مواقيت الصلاة، وفى الحديث عن أبى هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط»؛ انظر: اللسان ٧/ ٣٠٢، ويقول ابن منظور أيضا: الرباط: واحد الرباطات المبنية، والمقصود هنا بيت الصوفية ودار أهل الطريق، وقد شابهوا فى ذلك أهل الصفة، فالقوم فى الرباط مرابطون، متفقون على قصد واحد وعزم واحد وأحوال متناسبة، وقد وضع الرباط لهذا المعنى؛ قال السهروردى فى عوارف المعارف:
«أصل الرباط ما تربط فيه الخيول، ثم قيل لكل ثغر يدفع أهله عمن وراءهم رباط؛ فالمجاهد المرابط يدفع عمن وراءه، والمقيم فى الرباط على طاعة الله يدفع بدعائه البلاء عن العباد والبلاد …»!!
ويقول المقريزى:
«ولاتخاذ الربط والزوايا أصل من السنة، وهو أن رسول الله ﷺ. اتخذ لفقراء الصحابة الذين لا يأوون إلى أهل ولا مال مكانا من مسجده، كانوا يقيمون به، عرفوا بأهل الصفة»؛ انظر: الخطط ٢/ ٤٢٧، وانظر أيضا: القاموس المحيط ٢/ ٣٦٠، وتحفة الأحباب/ ١٧٩، ومجمع البحرين للشيخ الطريحى- مادة ربط-/ ٣٣٦، وانظر كذلك ما كتبه «مارسيه Marcais «فى دائرة المعارف الإسلامية ١٠/ ١٩، والتذكرة التيمورية/ ١٨٢.
(^٣) هو على بن حميد بن إسماعيل، وستأتى ترجمته فى الطالع.
(^٤) ستأتى ترجمته فى الطالع.
(^٥) هو إبراهيم بن على بن عبد الغفار، وستأتى ترجمته فى الطالع.
1 / 42