ص -85- ... كتاب النكاح:
النكاح التزوج من باب ضرب والنكاح المجامعة أيضا واستشهد في ديوان الأدب للأول بقول الأعشى:
فلا تقربن جارة إن سرها ... عليك حرام فانكحن أو تأبدا
أي توحش وتفرد والسر الجماع وقوله تأبدا أراد به تأبدن بنون خفيفة هي للتأكيد وأبدل منها ألفا للوقف كما في الاسم المنون واستشهد للثاني بقول الفرزدق:
التاركين على طهر نساءهم
والناكحين بشطي دجلة البقرا
يهجو قوما بأنهم يتركون نساءهم فلا يطئونهن مع طهرهن ويجامعون البقر على جانبي دجلة بغداد
وأصله الضم والجمع يقال أنكحنا الفرا فسنرى والفرأ بفتح الفاء والراء والآخر مهموز مقصور هو حمار الوحش أي جمعنا بين الحمار الوحشي وبين أنثاه وسننظر إلى ما يحدث منهما يضرب مثلا للأمر ينتظر وقوعه ولا يدرى كيف يقع وقال النبي عليه السلام لأبي سفيان رضي الله تعالى عنه: "أنت كما قيل كل الصيد في جوف الفرا" أي من اصطاد الحمار الوحشي كأنه صاد كل الصيود يعني به أنه سيد قومه وإسلامه سبب إسلام الكل وجمعه الفراء بكسر الفاء ومد الآخر وقال المتنبي في النكاح بمعنى الضم:
أنكحت صم صفاها خف يعملة ... تغشمرت بي إليك السهل والجبلا
صفحة ٧٩