صاحت إلين ومدت ذراعيها: «هيه، يا لها من راحة!» «لا أخفيك سرا لقد كنت خائفة يا عزيزتي ... لا تدعي أبدا أي شخص هكذا يأتي إلى المسرح معك. لقد رأيت العديد من الممثلين الكبار دمرتهم أشياء من هذا القبيل. أقول لك ذلك لأنني مغرمة بك يا آنسة إلين، وأنا عجوز وأعرف مجال العروض جيدا.» «أنت كذلك بالطبع يا ميلي، ومعك كل الحق أيضا ... لنر ما إذا كنا سنستطيع إيقاظه.» «يا إلهي يا ميلي، انظري إلى ذلك.»
كان ستان مستلقيا كما تركاه في حوض الاستحمام تغطيه المياه. وكان ذيل معطفه وإحدى يديه يطفوان فوق الماء. «انهض من هنا يا ستان أيها الأحمق ... قد يلقى حتفه. أيها الأحمق، أيها الأحمق.» أمسكت به إلين من شعره وهزت رأسه من جانب إلى آخر.
أن بصوت طفل نعسان: «أوه هذا مؤلم.» «انهض من هنا يا ستان ... إنك مغمور بالمياه.»
أرجع رأسه وفتح عينيه بغتة. «يا إلهي، إنني مغمور بالمياه بالفعل.» رفع نفسه بيديه على جانبي الحوض ووقف متمايلا، والماء المصفر بسبب ملابسه وحذائه يقطر منهما، وكان يشهق بضحكته العالية. استندت إلين إلى باب الحمام تضحك وعيناها ممتلئتان بالدموع. «لا يمكنك أن تغضبي منه يا ميلي، هذا ما يجعله مثيرا للسخط. أوه ماذا سنفعل؟»
قالت ميلي: «من حسن حظه أنه لم يغرق ... أعطني أوراقك ومحفظتك يا سيدي. سأحاول تجفيفها بمنشفة.» «ولكنك لا يمكنك أن تمر أمام البواب هكذا ... حتى لو عصرنا ملابسك ... عليك أن تخلع جميع ملابسك يا ستان وأن ترتدي أحد فساتيني. ثم يمكنك أن ترتدي معطف المطر الخاص بي ويمكننا أن نسرع إلى داخل سيارة أجرة وتأخذها إلى المنزل ... ما رأيك يا ميلي؟»
كانت ميلي تدحرج عينيها وتهز رأسها وهي تعصر معطف ستان. وفي حوض الغسيل كومت بقاياه المبللة من محفظة، ودفتر، وأقلام رصاص، ومطواة، ولفافتين من أفلام التصوير، وقنينة.
قال ستان: «أريد أن أستحم على أي حال.» «أوه أراهنك على ذلك. حسنا؛ فأنت مستفيق على الأقل.» «مستفيق كبطريق.» «حسنا، عليك أن ترتدي ملابسي هذا كل شيء ...» «لا يمكنني أن أرتدي ملابس الفتيات.» «عليك أن تفعل ذلك ... فليس معك حتى معطف مطر لتغطي به تلك الفوضى. إذا لم تفعل فسأحبسك في الحمام وأتركك.» «حسنا إيلي ... أنا في غاية الأسف حقا.»
كانت ميلي تلف الملابس في الجريدة بعد أن عصرتها في حوض الاستحمام. نظر ستان إلى نفسه في المرآة. «يا إلهي إن مظهري مناف للحشمة في هذا الفستان ... كما الممثل الكوميدي إيش كابيبيل!» «لم أر شيئا قط أكثر فظاعة ... كلا، تبدو في غاية الجمال، ربما صعب بعض الشيء ... الآن أرجوك أبق وجهك نحوي عندما تمر بالهرم بارني.» «حذائي رطب للغاية.» «ما باليد حيلة ... حمدا للرب أنه كان معي هذا المعطف هنا يا ميلي، يا لك من ملاك لترتبي كل هذه الفوضى!» «ليلة سعيدة يا عزيزتي، وتذكري ما قلته ... أقول لك هذا كل ...» «تحرك بخطوات بطيئة يا ستان، وإذا قابلت أحدا، فسر في طريقك مباشرة واقفز في سيارة أجرة ... يمكنك تجنب أي شيء إذا انطلقت بسرعة كافية.» كانت يدا إلين ترتجفان عندما نزلا الدرج. ووضعت إحداهما أسفل مرفق ستان وبدأت تتحدث بصوت ثرثرة منخفض ... «كما تعلم يا عزيزي، زارني أبي ليشاهد العرض قبل ليلتين أو ثلاث ليال، واندهش حتى كادت الصدمة تودي بحياته. قال إنه يعتقد أن الفتاة بعرضها لمشاعرها هكذا أمام العديد من الأشخاص تذل نفسها ... أليس هذا مؤلما؟ ... كان لا يزال معجبا بالتقارير التي كتبت عني في صحيفتي «هيرالد» و«وورلد» يوم الأحد ... ليلة سعيدة يا بارني، بل ليلة فظيعة ... يا إلهي ... ها هي سيارة أجرة، اصعد. إلى أين أنت ذاهب؟» من ظلام سيارة الأجرة، ومن وجهه الطويل المدسوس في القلنسوة الزرقاء، كانت عيناه سوداوين شديدتي البريق لدرجة أخافتها كما لو كانتا قد ظهرتا فجأة من حفرة عميقة في الظلام. «حسنا، سنذهب إلى منزلي. فهل يضر الشاة سلخها بعد ذبحها؟ ... رجاء أيها السائق اذهب إلى شارع البنك.» انطلقت سيارة الأجرة. كانوا يتأرجحون عبر المستويات المتقاطعة بالضوء الأحمر، والضوء الأخضر، والضوء الأصفر والمخرزة بحروف كلمة برودواي. مال ستان فجأة نحوها وأعطى فمها قبلة عنيفة خاطفة. «عليك أن تتوقف عن الشرب يا ستان. الأمر يتجاوز الحد.» «وما المانع من تجاوز الأمور الحد؟ أنت تتجاوزين الحد ولا أشتكي.» «ولكنك يا حبيبي سوف تقتل نفسك.» «وماذا إذن؟» «أوه، أنا لا أفهمك يا ستان.» «وأنا لا أفهمك يا إيلي، لكني أحبك جدا ... أحبك حبا جما.» كانت ثمة رعشة متقطعة في صوته الخفيض باغتتها بسعادة.
دفعت إلين الأجرة. سمعت صافرة إنذار زاعقة خلفت حالة من الكآبة في الشارع، مرت سيارة إطفاء حمراء براقة، ثم تبعها خطاف وسلم بجرس مصلصل. «دعينا نذهب إلى النيران يا إيلي.» «وأنت بتلك الملابس ... لن نفعل شيئا هكذا.»
تبعها صامتا إلى المنزل وصعد الدرج. كانت غرفتها الطويلة باردة ومنعشة الرائحة. «أنت لست غاضبة مني يا إيلي، أليس كذلك؟» «بالطبع لست غاضبة أيها الطفل الأحمق.»
صفحة غير معروفة